أظهرت الطبقة السياسية اللبنانية توافقا نادرا على خلفية استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، وكل تداعياتها الأخرى.
السؤال اليوم هو: هل يمكن أن تؤدي هذه المسألة إلى توافق يطول أمده، بعيدا عن التعايش الهش القائم بين السياسيين؟.
ترى صحيفة لوموند الفرنسية أنّه إذا ما أرادت فرنسا حماية لبنان من أزمات المنطقة، لا بد لها من أن تحاول حلّها.
للوهلة الأولى تبدو هذه الوصفة مناسبة، لكن حل أزمات المنطقة أمر مستحيل تماما، وكل مانراه اليوم يوحي بأن هذه الأزمات تسير باتجاه التصعيد، ما يعني تبعا لذلك أن أزمة لبنان تمضي هي الأخرى باتجاه تصعيد أكثر خطورة باعتباره الحلقة الأضعف في كل المشهد السائد.
موقف اللبنانيين من تداعيات قضية الحريري أشاعت بعض الأمل، وتركت انطباعا له مايبرره مفاده أن في مقدور اللبنانيين التفاهم والنأي ببلدهم عن أزمات المنطقة، لكن هذا التفاهم النادر لن يستمر طويلا تأسيسا على ما نعرفه عن الطبقة السياسية اللبنانية المرتهنة تماما للخارج، والتي كانت على الدوام علة العلل، ومكمن الداء، والتوافق الظاهري حول قضية الحريري ربما يتحول لاحقا إلى مصدر إضافي للتشاحن.
لقد جرب اللبنانيون طويلا الاعتماد على الخارج في كل قراراتهم السياسية، التي تُتخذ في نهاية المطاف عبر التوافق بين أحزاب ولاءاتها خارج حدود لبنان، والآن لديهم فرصة نادرة بالفعل لاستعادة زمام المبادرة عبر التفكير بطريقة معاكسة تماما، بعد أن جربوا مخاطر الارتهان للخارج، وآخر أمثلته رئيس الوزراء المستقيل الذي دفع ثمن ذلك، وكان يُراد للبنان أن يدفع معه ماهو أسوأ وأخطر لولا عودة الوعي التي مكنت اللبنانيين من تجاوز هذا المأزق.
والسؤال الآن: إلى متى؟.
بقلم : حسان يونس
السؤال اليوم هو: هل يمكن أن تؤدي هذه المسألة إلى توافق يطول أمده، بعيدا عن التعايش الهش القائم بين السياسيين؟.
ترى صحيفة لوموند الفرنسية أنّه إذا ما أرادت فرنسا حماية لبنان من أزمات المنطقة، لا بد لها من أن تحاول حلّها.
للوهلة الأولى تبدو هذه الوصفة مناسبة، لكن حل أزمات المنطقة أمر مستحيل تماما، وكل مانراه اليوم يوحي بأن هذه الأزمات تسير باتجاه التصعيد، ما يعني تبعا لذلك أن أزمة لبنان تمضي هي الأخرى باتجاه تصعيد أكثر خطورة باعتباره الحلقة الأضعف في كل المشهد السائد.
موقف اللبنانيين من تداعيات قضية الحريري أشاعت بعض الأمل، وتركت انطباعا له مايبرره مفاده أن في مقدور اللبنانيين التفاهم والنأي ببلدهم عن أزمات المنطقة، لكن هذا التفاهم النادر لن يستمر طويلا تأسيسا على ما نعرفه عن الطبقة السياسية اللبنانية المرتهنة تماما للخارج، والتي كانت على الدوام علة العلل، ومكمن الداء، والتوافق الظاهري حول قضية الحريري ربما يتحول لاحقا إلى مصدر إضافي للتشاحن.
لقد جرب اللبنانيون طويلا الاعتماد على الخارج في كل قراراتهم السياسية، التي تُتخذ في نهاية المطاف عبر التوافق بين أحزاب ولاءاتها خارج حدود لبنان، والآن لديهم فرصة نادرة بالفعل لاستعادة زمام المبادرة عبر التفكير بطريقة معاكسة تماما، بعد أن جربوا مخاطر الارتهان للخارج، وآخر أمثلته رئيس الوزراء المستقيل الذي دفع ثمن ذلك، وكان يُراد للبنان أن يدفع معه ماهو أسوأ وأخطر لولا عودة الوعي التي مكنت اللبنانيين من تجاوز هذا المأزق.
والسؤال الآن: إلى متى؟.
بقلم : حسان يونس