قبل العام 1967 عام النكسة، وهو العام الذي احتلت فيه إسرائيل ثلاث دول عربية كان في قريتي الصغيرة دير غسانة كل أحزاب العرب، (الناصري، والقومي، والبعثي، والشيوعي، والإخوان، والتحريرية، والمستقلون) الكل يذهبون إلى الصلوات في مواعيدها، والكل يرقصون في عرس البلد والكل يذهبون إلى الافراح ويتشاركون في الأتراح، يختليفون في المنابر السياسية فقط كل يحاول أن يجذب الناس إلى حزبه، أمام المسجد برغوثي، ورئيس الحزب الشيوعي برغوثي، و.. و.. و.. كلهم من العائلة حتى بات في البيت الواحد كل الأحزاب، فيأتينا الشيوعي ويأتينا البعثي يدعو إلى البعثية، وابن خالي الإخواني يدعو للإخوانية، وهكذا، ولكن اخترت النهج المستقل للنأي بالنفس عن أي توجه يرسل للسجن، المستفيد الوحيد من هذه الخلطة، هو المختار أو العمدة، وهو منصب من زمن العثمانيين، وبات عمله مخبرا للحكومة، وكلما علم عن دخول فرد في الحزب أو انتقال فرد من الحزب- أي حزب- يذهب إلى الأمن ليبلغهم باسمه واسم جده السابع واسم والدته وجدته.
الدولة وكانت أيامها الدولة الأردنية، لم تكن تتدخل اذا لم يكن هناك أي نشاط يخل بالأمن السياسي، بل تراها- الحكومة الأردنية- تجيد فن التعامل مع الأحزاب، وهو أمر يحسب للمغفور له بإذن الله جلالة الملك حسين بن طلال العاهل الأردني، وكان حازماً مع كل من يدعو لقلب نظام الحكم، مهادناً لكل من يريد أن يشارك في الحكم، فكان أن قام بزج بشير البرغوثي رئيس الحزب الشيوعي بالسجن حين بدأت الدعوات لقلب النظام، وحين تغير النهج ذهب بنفسه إلى سجن الـH4 أو الجفور واصطحبه إلى عمان ليصبح فيما بعد وزيرا في حكومة احمد قريع ابوالعلاء في السلطة الفلسطينية.
استوعب العاهل الأردني بقوة الإسلام السياسي وكان الإسلام السياسي قوة للنظام الأردني فتجاوز النظام حقول الألغام التي زرعت من كل الاتجاهات، وصمد الأردن في وجه التيارات.
كان هذا نهج الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية، فقد امن بالمشروع الإسلامي السياسي لمواجهة كل المشاريع المحيطة بالإسلام السني، وحين انهار المشروع الإسلامي السياسي في السعودية فتحت كل الجبهات المناوئة في اليمن والعراق وسوريا وقد تفتح جبهات عدة إذا استمر هذا العداء للإسلام السياسي السني ويؤدي إلى سقوط سريع للدولة التي قامت على أساس ديني، مع زج العلماء بالسجون ومحاربة كل من رفع شعار الإسلام هو الحل، ويقينا ان الإسلام السياسي لم يكن خطرا على أي من الأنظمة التي حاربته بل كان قوة تخدم الدولة والدين لو أحسن استخدامه كما فعل الملك الأردني الراحل وسار على خطاه ابنه الذي حمى الأردن من ربيع فاشل.
فهل يعي من يملك زمام الأمر أهمية تقريب العلماء واقصاء غير الصالحين ليحقق القوة للدولة ويقرب المخلصين مندوبا وأفرادا ليعاضدوه في وقت المحن؟
نبضة أخيرة
أيتها الغيمة القادمة من الغيب أمطري فوق رأس الخليفة فإن غادرت فلن يعود خراجك إليه.
بقلم : سمير البرغوثي
الدولة وكانت أيامها الدولة الأردنية، لم تكن تتدخل اذا لم يكن هناك أي نشاط يخل بالأمن السياسي، بل تراها- الحكومة الأردنية- تجيد فن التعامل مع الأحزاب، وهو أمر يحسب للمغفور له بإذن الله جلالة الملك حسين بن طلال العاهل الأردني، وكان حازماً مع كل من يدعو لقلب نظام الحكم، مهادناً لكل من يريد أن يشارك في الحكم، فكان أن قام بزج بشير البرغوثي رئيس الحزب الشيوعي بالسجن حين بدأت الدعوات لقلب النظام، وحين تغير النهج ذهب بنفسه إلى سجن الـH4 أو الجفور واصطحبه إلى عمان ليصبح فيما بعد وزيرا في حكومة احمد قريع ابوالعلاء في السلطة الفلسطينية.
استوعب العاهل الأردني بقوة الإسلام السياسي وكان الإسلام السياسي قوة للنظام الأردني فتجاوز النظام حقول الألغام التي زرعت من كل الاتجاهات، وصمد الأردن في وجه التيارات.
كان هذا نهج الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية، فقد امن بالمشروع الإسلامي السياسي لمواجهة كل المشاريع المحيطة بالإسلام السني، وحين انهار المشروع الإسلامي السياسي في السعودية فتحت كل الجبهات المناوئة في اليمن والعراق وسوريا وقد تفتح جبهات عدة إذا استمر هذا العداء للإسلام السياسي السني ويؤدي إلى سقوط سريع للدولة التي قامت على أساس ديني، مع زج العلماء بالسجون ومحاربة كل من رفع شعار الإسلام هو الحل، ويقينا ان الإسلام السياسي لم يكن خطرا على أي من الأنظمة التي حاربته بل كان قوة تخدم الدولة والدين لو أحسن استخدامه كما فعل الملك الأردني الراحل وسار على خطاه ابنه الذي حمى الأردن من ربيع فاشل.
فهل يعي من يملك زمام الأمر أهمية تقريب العلماء واقصاء غير الصالحين ليحقق القوة للدولة ويقرب المخلصين مندوبا وأفرادا ليعاضدوه في وقت المحن؟
نبضة أخيرة
أيتها الغيمة القادمة من الغيب أمطري فوق رأس الخليفة فإن غادرت فلن يعود خراجك إليه.
بقلم : سمير البرغوثي