حظي خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، باهتمام واسع من وسائل الإعلام العربية والعالمية، التي أفردت له مساحات واسعة من تغطياتها الإخبارية، لما اشتمل عليه من مضامين مهمة ومواقف مبدئية ثابتة تجاه القضايا الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
لقد رسم صاحب السمو معالم واضحة لما يواجهه العالم، وكان لافتا تركيزه على مواكبة التطور العلمي والتقني، وهي القضية التي تشغل العالم اليوم، ومع ترحيبه بروح الابتكار في مجالات الطب والتكنولوجيا والعلوم عموما، وتضاعف قدرة البشر على تسخير الموارد التي تمكن من توفير حياة كريمة للبشرية جمعاء، وتحقيق درجة تواصل بين البشر تكاد تحقق رؤى الخيال العلمي، إلا أن سموه نبه من أن ذلك لم يكن دون كلفة لشعوب العالم ولكوكبنا وموارده، فقد ارتفع معدل الأعمار، ومستوى المعيشة لغالبية الإنسانية، وظهر ذلك بوضوح في التكاثر السكاني، ولكن معدلات الفقر والبطالة ارتفعت أيضا، وازداد الوعي بغياب العدالة، فضلا عن التبعات الخطيرة على البيئة.
لقد جاء الخطاب إنسانيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث ركز على ضرورة احترام حقوق الشعوب ورفع الظلم عنها، والالتزام بالقانون الدولي، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وانتهاج سياسات صديقة للبيئة، والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومحاربة العنصرية وحملات التحريض على شعوب وديانات وحضارات بأكملها، فعبر عن كل ذلك بحكمة، على أمل إيجاد حلول لم يعد من الجائز أن تتأخر.