+ A
A -
رسالة بودابست محمد الجزار
تصوير محمد العمادي
موفدا لجنة الإعلام الرياضي
أشاد السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم«الفيفا» بتحضيرات قطر المكثفة لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط قبل 3 سنوات من انطلاق الحدث الكروي الأكبر على مستوى العالم. وحل إنفانتينو ضيفا على هامش حفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية AIPS SPORT MEDIA AWARDS في العاصمة المجرية بودابست، والذي يقام بالشراكة مع لجنة الإعلام الرياضي قطر للعام الثاني على التوالي. وتحدث رئيس الاتحاد الدولي FIFA خلال جلسة مفتوحة أدارها الإيطالي جياني ميرلو رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في الكثير من الموضوعات المهمة التي تخص كرة القدم العالمية، وأبرز التحديات التي تواجه الفيفا خلال السنوات القادمة، من أجل مواصلة العمل على تطوير اللعبة،وزيادة الاستثمارات فيها.
وقال إنفانتينو خلال سؤاله عن آخر تجهيزات قطر لاستضافة كأس العالم البطولة الأكبر والأهم في أجندة الفيفا في عام 2022: قطر ستكون جاهزة قبل سنتنين لاستضافة بطولة كأس العالم، وهو زمن قياسي لم تقم أي دولة من الدول التي استضافت المونديال من قبل قطر في تحقيقه.
حدث مذهل في 2022
وأضاف: أثق أنه سيكون حدثا مذهلا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث سيشكل تغييرا في قواعد اللعبة، والناس الذين سيذهبون إلى قطر سيرون أننا لا نتحيز لها في استضافتها لهذا الحدث، بل ستغير هذه الاستضافة المهمة للمنطقة نظرة الجميع عن الدول العربية، فنحن الأوروبيين مثلا أحيانا نحكم على بعض الأمور قبل أن نراها.
وأضاف: من حيث الملاعب والمنشآت، والبنية التحتية أيضا، تسير الأمور على أفضل ما يكون ونتوقع أن تكون بطولة رائعة جدا لمنطقة الخليج ولكل الدول العربية بلا استثناء.
ووجه رئيس الاتحاد الدولي أيضا التهنئة للجنة الإعلام الرياضي، ولقطر على شراكتها المهمة مع الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، ورعاية حفل توزيع الجوائز السنوي للإتحاد الدولي للعام الثاني على التوالي.
فكرة تكريم الصحفيين
وقال إنفانتينو: شيء رائع جدا أن يكون هناك تكريم وجوائز للصحفيين بشكل سنوي على مستوى العالم، وأعتقد أن فكرة هذه الجائزة رائعة جدا، وأنا معجب بما يقدمه الصحفيون من جهود من أجل المساهمة في تطوير الرياضة حول العالم. ووعد إنفانتينو بحضور حفل النسخة المقبل عام 2021، وتمنى التوفيق لجميع المشاركين، وحرص أيضا على التقاط الصور التذكارية مع الفائزين.
وتطرق رئيس الاتحاد الدولي لزيارته الأخيرة للمغرب والمقترحات التي تقدم بها للكاف من أجل تطوير كرة القدم الإفريقية، والتي تأتي في إطار التعاون مع الاتحاد الإفريقي «الكاف» طوال الأشهرة الستة الماضية، والتي تهدف إلى تغيير شامل في كرة القدم بالقارة السمراء.
تطوير الكرة الإفريقية
وقال إنفانتينو ان برنامجه لتطوير اللعبة في إفريقيا يرتكز على ثلاث نقاط رئيسية تتعلق بالتحكيم والبنيات التحتية والمنافسات، مؤكدا ان الفيفا رفعت دعمها المالي للقارة إلى 127 مليون دولار بدلا من 27 مليون دولار منذ وصوله إلى رئاستها سنة 2017. وشدد إلى ان أن هذا البرنامج يرتكز أيضا على الانتقال بالتحكيم إلى مستوى الاحتراف باختيار 20 حكما إفريقيا يتولى الفيفا دفع رواتبهم وتكوينهم وتدريبهم لدرء شبهات الفساد وسعيا للوصول بالتحكيم إلى الاستقلالية عن تأثير القرار السياسي والاقتصادي، والمساهمة في الارتقاء بالبنيات التحتية في القارية بتخصيص مبلغ مليار دولار لبناء ملعب واحد على الأقل بمواصفات عالمية في كل دولة. وشدد رئيس الفيفا على أن تطوير المنافسات يعد مفتاح الانتقال بالكرة الافريقية إلى مستوى أفضل يضمن لها تسويقا أكثر، ودخلا ماديا أكبر بإقامة كأس أمم إفريقيا كل أربعة أعوام سواء في يناير أو يونيو ورفع عدد المنافسات الخاصة بالفئات السنية لضمان مشاركة أكبر للشباب والتفكير في إنشاء بطولة احترافية تحت أي مسمى تقتصر المنافسة فيها على 20 فريقا يمثلون 15 بلدا أو أكثر وفق مواصفات احترافية تضمن تسويقها عالميا. واعتبر إنفانتينو هذه الإصلاحات سبيل الارتقاء بالكرة الافريقية والخروج بها من الوضعية الفوضوية التي تعيشها معتبرا أن كرة القدم تشكل الأمل بالنسبة للشباب الافريقي وقال: علينا أن نعمل من أجل صناعة ثورة في كرة القدم الإفريقية، من خلال توفير استثمارات سنوية بقيمة 20 مليون دولار، على أن يتم جمع 100 مليون دولار على مدار 5 سنوات، وهو ما سيخلق فرصة لكرة القدم الإفريقية من أجل إنتاج أبرز المواهب التي تستحق الظهور في القارة.
العنصرية في الملاعب
وبسؤاله عن أزمة العنصرية في الملاعب العالمية قال انفانتينو: بالتأكيد هي مشكلة كبيرة جدا ومن أجل حلها يجب أن نعترف أولا بوجودها ولا نختبئ منها، فهذه مسؤوليتنا جميعا كأسرة كرة القدم العالمية، ضمن العديد من المشاكل الأخرى مثل الفساد والرشاوي والتلاعب في المباريات وغيرها.
وقال أيضا: يجب للتغلب على هذه المشكلة أن نستثمر في التعليم بالمدارس، لأن عالمنا يصبح أكثر شراسة يوما بعد الآخر واذا بحثنا عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك فنجد أنها تأتي من الناس، والأطفال أيضا، ويجب أن يجد الجميع إجراءات حازمة عند حدوث أي واقعة عنصرية حيث يمتد الأمر لإيقاف المباراة، ويمكن الغاؤها كذلك واحتساب الفريق المتسبب في الاعتداء خاسرا وتكون هذه لوائح دولية صارمة يتم تعميمها، من خلال نظام موحد وكاميرات مراقبة في كل الاستادات للتعرف على من يقومون بهذه الأفعال.
نظام لوكلاء اللاعبين
أما عن وكلاء اللاعبين، ودورهم في ارتفاع أسعار اللاعبين قال انفانتينو: نحن ندرس هذا الموضوع ايضا ونضع المقترحات لمسألة التعامل مع اللاعبين من بعض الوكلاء، فلا يخفى على أحد أن بعض الوكلاء يذهبون للاعبين صغار السن ويوقعوا معهم عقودا لسنوات طويلة، ويتحكمون فيهم كما يريدون. وأضاف: نريد أن تكون هناك شفافية، ويتم عمل نظام لدفع العمولة من قبل اللاعب مرورا بالفيفا ثم الوكيل بعد ذلك لنعرف أين تذهب الأموال بشكل محدد. وتابع قائلا: سنعيد تنظيم مسألة استخراج الرخصة الخاصة بوكلاء اللاعبين، مع عدم منح الوالد أو الوالدة وأقرباء اللاعب الرخصة للقيام بهذا الأمر، ونحن كاتحاد دولي لا توجد لدينا مشكلة في حصول الوكيل على نسبة من الصفقة، وانما يجب ان يكون هذا الأمر وفقا لنظام وآلية محددا يتم وضعها، وسيكون هذا النظام متاحا قريبا هذا العام.
مستقبل الكرة النسائية
وعن مستقبل كرة القدم النسائية قال إنفانتينو أنه يتطلع لتنظيم بطولة كأس عالم للأندية للسيدات على غرار الرجال، موضحا أن هناك مبلغا مرصودا قيمته 1 بليون دولار أميركي في السنوات الاربع القادمة لكرة القدم النسائية، التي تحظى بمواهب كبيرة ورائعة وتتطور بشكل واضح، ويجب الا ننتظر احدا يستثمر لنا فيها ونستثمر نحن بأنفسنا. وتحدث انفانتينو ايضا عن الروزنامة والبطولات الدولية، وقال إن البطولات في اوروبا زادت الفترة الماضية، وظهر بوضوح نجاح فكرة دوري الامم الاوروبية حيث أصبحت المنتخبات تلعب اكثر من 13 -14 مباراة بدلا من 7، ونحن نريد ان يكون هذا الأمر في كل دول العالم وليس اوروبا فقط، وبالنسبة لبطولة كأس العالم للأندية 2021، والتي سيصل عدد الفرق المشاركة بها إلى 24 ناديا، فهي لا تمثل ضغطا على الروزنامة بل على العكس نحن قمنا بدمج بطولة كأس القارات التي تقام كل 4 سنوات مع بطولة العالم للأندية.
copy short url   نسخ
04/02/2020
1219