+ A
A -
عندما لم تكُنْ المطبعة قد وُجدتْ بعد، شكّل الامبراطور شارلمان فرق «كَتَبَةٍ ونُسّاخ» وأقام في مدينة آخن أفضل مكتبة في ذلك العصر، شارلمان الذي ساعد الكثير على القراءة، لم يكن يعرف القراءة، ومات أميًا في بدايات العام 814م.
أخبرُونا أن فاقد الشيء لا يعطيه! وهذا قد يصح في مواضع كثيرة في هذه الحياة، ولكنه ليس قانونًا لا تنفضُّ عُراه كدوران الأرض حول الشِّمس، وتمدد المعادن بالحرارة، وهجرة أسماك السلمون من البحار المالحة إلى البحيرات العذبة سباحة عكس التيار لوضع البيوض!
فاقد الشيء أحيانًا يعطيه بسخاء لأنه ذاق لوعة الحرمان منه! بعض الناس يبلغون من النبل درجة أنهم لا يريدون أن يذوقَ الآخرون ما ذاقوه هم، والشخص الذي يعطي ما لا يجد أكرم ألف مرة من الشخص الذي يعطي ما يجد!
ليس عجيبًا أن يسعى مثقف لمحو الأمية، العجب أن يسعى لهذا أُميّ لا يريد للآخرين أن يلتاعوا بما التاع هو به!
ليس عجبًا أن يضع غنيُّ صدقة في يد فقير، العجب أن يضع فقير صدقة في يد فقير مثله، لأنه ذاق مُرّ الحاجة ويريد أن يخفف مرارتها عن غيره!
ليس عجبًا أن نرى الأب الذي عاش في كنف أبيه معززًا مكرمًا، يكرم أولاده ويتحمل مسؤوليته، العجب أن نرى الأب الذي تخلى عنه أبوه طفلًا يلعب دور الأب النبيل الذي لم يعرفه!
ليس عجبًا أن نرى قويًا يساند ضعيفًا، العجب أن يساند الضعيف ضعيفًا مثله، رغم ما ذاق من ألم تخلي الآخرين عنه!
قيمتنا الحقيقية في الحياة ليس بقدر ما نأخذ منها وإنما بقدر ما نعطي فيها، قيمة الشمس بالنسبة إلينا ليست في ضخامتها، وإنما في الضوء والدفء الذي تمنحنا إياه!
بعض الناس مرضى، ينتقمون من آخرين عن طريق آخرين! تجد أحدهم يحرم الناس مما حُرم منه عمدًا، أحد هؤلاء المرضى كان يُحبّ أمه حدّ الجنون، وكان يُعامل زوجته كما يُعامل العبيد، وتبين أن السبب في هذا أنه ينتقم لأمه من أبيه الذي كان يُعاملها بذات الطريقة التي يُعامل هو بها زوجته الآن!
بالمقابل قد تجدون شخصًا عاش نفس الظروف، ولكنه يُعامل زوجته بالحسنى لأنه يعرف مدى العذاب الذي ذاقته أمه، وهذا هو النبل الحقيقي!
المظلوم أكثر الناس حساسية ضد الظلم، والمحروم أكثر الناس معرفة بفداحة الحرمان، ومع هذا ما زلنا نرى المظلوم يظلِم، والمحروم يَحِرم، تعالوا نكن نبلاء، ونثبت أن فاقد الشيء يعطيه!
بقلم : أدهم شرقاوي
أخبرُونا أن فاقد الشيء لا يعطيه! وهذا قد يصح في مواضع كثيرة في هذه الحياة، ولكنه ليس قانونًا لا تنفضُّ عُراه كدوران الأرض حول الشِّمس، وتمدد المعادن بالحرارة، وهجرة أسماك السلمون من البحار المالحة إلى البحيرات العذبة سباحة عكس التيار لوضع البيوض!
فاقد الشيء أحيانًا يعطيه بسخاء لأنه ذاق لوعة الحرمان منه! بعض الناس يبلغون من النبل درجة أنهم لا يريدون أن يذوقَ الآخرون ما ذاقوه هم، والشخص الذي يعطي ما لا يجد أكرم ألف مرة من الشخص الذي يعطي ما يجد!
ليس عجيبًا أن يسعى مثقف لمحو الأمية، العجب أن يسعى لهذا أُميّ لا يريد للآخرين أن يلتاعوا بما التاع هو به!
ليس عجبًا أن يضع غنيُّ صدقة في يد فقير، العجب أن يضع فقير صدقة في يد فقير مثله، لأنه ذاق مُرّ الحاجة ويريد أن يخفف مرارتها عن غيره!
ليس عجبًا أن نرى الأب الذي عاش في كنف أبيه معززًا مكرمًا، يكرم أولاده ويتحمل مسؤوليته، العجب أن نرى الأب الذي تخلى عنه أبوه طفلًا يلعب دور الأب النبيل الذي لم يعرفه!
ليس عجبًا أن نرى قويًا يساند ضعيفًا، العجب أن يساند الضعيف ضعيفًا مثله، رغم ما ذاق من ألم تخلي الآخرين عنه!
قيمتنا الحقيقية في الحياة ليس بقدر ما نأخذ منها وإنما بقدر ما نعطي فيها، قيمة الشمس بالنسبة إلينا ليست في ضخامتها، وإنما في الضوء والدفء الذي تمنحنا إياه!
بعض الناس مرضى، ينتقمون من آخرين عن طريق آخرين! تجد أحدهم يحرم الناس مما حُرم منه عمدًا، أحد هؤلاء المرضى كان يُحبّ أمه حدّ الجنون، وكان يُعامل زوجته كما يُعامل العبيد، وتبين أن السبب في هذا أنه ينتقم لأمه من أبيه الذي كان يُعاملها بذات الطريقة التي يُعامل هو بها زوجته الآن!
بالمقابل قد تجدون شخصًا عاش نفس الظروف، ولكنه يُعامل زوجته بالحسنى لأنه يعرف مدى العذاب الذي ذاقته أمه، وهذا هو النبل الحقيقي!
المظلوم أكثر الناس حساسية ضد الظلم، والمحروم أكثر الناس معرفة بفداحة الحرمان، ومع هذا ما زلنا نرى المظلوم يظلِم، والمحروم يَحِرم، تعالوا نكن نبلاء، ونثبت أن فاقد الشيء يعطيه!
بقلم : أدهم شرقاوي