+ A
A -
اللفظ اليوم على كل فم ولسان مشرقا ومغربا جنوبا وشمالا. اللفظ لا ينفك عن كل خطاب إعلاميا كان أو سياسيا عسكريا كان أو مدنيا فكريا كان أو فنيا أدبيا كان أو ثقافيا. اللفظ في كل مكان أينما ذهبت وأينما حللت حتى صار الإرهاب والحرب على الإرهاب كذرات الهواء تتنقل في وعي الانسان وفي لا وعيه.
لكن من جهة أخرى لا يقتصر انتشار اللفظ على مستوى الخطاب بل يضرب قلبَ الواقع اليومي مشرقا ومغربا كما هو الحال في مصر التي عرفت منذ أيام قليلة مذبحة مفزعة ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثمائة مدني من الرجال والأطفال الأبرياء. التفجيرات والفوضى والقتل في كل مكان، خاصة في مجال الربيع العربي وما أحدثه من هزات ورجات عنيفة في قلب المنطقة العربية وفي محيطها الاقليمي المباشر.
لكن أكبر المشاكل والمعضلات التي تواجه كل من يريد البحث في الظاهرة هو غياب مفهوم واضح ومحدد وصريح قادر على تحديد الظاهرة الإرهابية والحسم في من هو إرهابي وفي من ليس إرهابيا. الغموض في المفهوم ليس في نظر الكثيرين إلا أمرا مقصودا لأنه يحقق أهدافا كثيرة أهمها أنه يجعل المصطلح مطاطيا قابلا للتمدد وللتوظيف والتكييف.
فكيف يمكن لظاهرة هي الأخطر في العالم اليوم كما يصورها الإعلام الدولي أن تفتقر إلى الحدّ الدقيق والتعريف الصارم؟
الثابت هو أن الإرهاب لا يمثل في الحقيقة سوى عنوان لمرحلة دولية جديدة ولنظام عالمي آخذ في التشكل. هذا النظام الجديد يقطع مع منظومة العدو السابقة بما هو دولة أو نظام أو ايديولوجيا أو جيش ليتحوّل إلى تنظيم زئبقي منتشر في كل مكان. بالأمس كان العدو شيوعيا أو امبرياليا حيث يملك الخصم إطاره المكاني والزماني، لكنه اليوم مع الحرب العالمية على الإرهاب تحول إلى شبح قادر على أن يضرب في كل مكان لكنه غالبا غير موجود.
هذا العدو هو الإرهاب أو بشكل أكثر دقة هو «الإرهاب الإسلامي» كما يعبّر عن ذلك قادة بعض الدول في خطاباتهم الرسمية. التوصيف والنعت على قدر كبير من الخطورة لأنه يربط بشكل ماكر بين الإرهاب من ناحية وبين دين بعينه من ناحية ثانية بشكل يجعل عددا من الدول والشعوب مشمولة به ومصنفة حسب خصائصه تصنيفا خطيرا.
فرغم أن الشعوب والمجتمعات الإسلامية هي أول المستهدفين بجرائم الإرهاب وهي التي دفعت أثمانا باهظة ولا تزال فإن المجتمع الدولي لا يتوقف عن نعتها به. بل إن الأدهى والأمرّ من كل ذلك هو أن يتحالف النظام الاستبدادي والنخب التابعة له في الحرب على الشعوب العربية باسم الإرهاب. إنها في الحقيقة «حرب بالإرهاب» وليست «حربا على الإرهاب».
بقلم : محمد هنيد
لكن من جهة أخرى لا يقتصر انتشار اللفظ على مستوى الخطاب بل يضرب قلبَ الواقع اليومي مشرقا ومغربا كما هو الحال في مصر التي عرفت منذ أيام قليلة مذبحة مفزعة ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثمائة مدني من الرجال والأطفال الأبرياء. التفجيرات والفوضى والقتل في كل مكان، خاصة في مجال الربيع العربي وما أحدثه من هزات ورجات عنيفة في قلب المنطقة العربية وفي محيطها الاقليمي المباشر.
لكن أكبر المشاكل والمعضلات التي تواجه كل من يريد البحث في الظاهرة هو غياب مفهوم واضح ومحدد وصريح قادر على تحديد الظاهرة الإرهابية والحسم في من هو إرهابي وفي من ليس إرهابيا. الغموض في المفهوم ليس في نظر الكثيرين إلا أمرا مقصودا لأنه يحقق أهدافا كثيرة أهمها أنه يجعل المصطلح مطاطيا قابلا للتمدد وللتوظيف والتكييف.
فكيف يمكن لظاهرة هي الأخطر في العالم اليوم كما يصورها الإعلام الدولي أن تفتقر إلى الحدّ الدقيق والتعريف الصارم؟
الثابت هو أن الإرهاب لا يمثل في الحقيقة سوى عنوان لمرحلة دولية جديدة ولنظام عالمي آخذ في التشكل. هذا النظام الجديد يقطع مع منظومة العدو السابقة بما هو دولة أو نظام أو ايديولوجيا أو جيش ليتحوّل إلى تنظيم زئبقي منتشر في كل مكان. بالأمس كان العدو شيوعيا أو امبرياليا حيث يملك الخصم إطاره المكاني والزماني، لكنه اليوم مع الحرب العالمية على الإرهاب تحول إلى شبح قادر على أن يضرب في كل مكان لكنه غالبا غير موجود.
هذا العدو هو الإرهاب أو بشكل أكثر دقة هو «الإرهاب الإسلامي» كما يعبّر عن ذلك قادة بعض الدول في خطاباتهم الرسمية. التوصيف والنعت على قدر كبير من الخطورة لأنه يربط بشكل ماكر بين الإرهاب من ناحية وبين دين بعينه من ناحية ثانية بشكل يجعل عددا من الدول والشعوب مشمولة به ومصنفة حسب خصائصه تصنيفا خطيرا.
فرغم أن الشعوب والمجتمعات الإسلامية هي أول المستهدفين بجرائم الإرهاب وهي التي دفعت أثمانا باهظة ولا تزال فإن المجتمع الدولي لا يتوقف عن نعتها به. بل إن الأدهى والأمرّ من كل ذلك هو أن يتحالف النظام الاستبدادي والنخب التابعة له في الحرب على الشعوب العربية باسم الإرهاب. إنها في الحقيقة «حرب بالإرهاب» وليست «حربا على الإرهاب».
بقلم : محمد هنيد