بعد قرار الهدنة بين القوات العربية والعصابات الصهيونية عام 1948 واستتباب الحال لما وصلت اليه تلك العصابات من الاستيلاء على 56% من فلسطين التاريخية، استمرت هذه الهدنة حوالي سبعة عشر عاما وقال الناس انتهت القضية الفلسطينية، حتى كانت حرب 1967، والتي اعادت القضية الفلسطينية بقوة إلى الواجهة، رغم النكسة واستيلاء إسرائيل على كامل التراب الفلسطيني مع أراض عربية في سيناء والجولان، فقد انطلق العمل الفدائي بقوة، وقاوم من الاغوار مدعوما من كل الشعب العربي الذي توافد إلى الأردن من كل دول العالم العربي والإسلامي والعالم الحر، فكانت مؤامرة أيلول التي كانت تفوح من رائحة طبخة ليست نظيفة دبرتها الصهيونية العالمية، ورحلت الثورة إلى جنوب لبنان وقاومت بشراسة وكانت على أبواب النصر، فقد وصل ياسر عرفات إلى منبر الأمم المتحدة، وبات لفلسطين عضو مراقب بالأمم، وسمعت بأذني أندرو يونغ مندوب اميركا بالأمم المتحدة ينادي على زهدي الترزي بمندوب دولة فلسطين ليتحدث في اجتماع للجمعية العمومية عام 1979، وظن الناس ان الدولة قاب قوسين أو أدنى، حتى كان الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 وبتواطؤ عربي، الذي نجم عنه ترحيل الفلسطينيين إلى المنافي البعيدة، وظن الناس ان القضية انتهت، لنجد أبو عمار يعلن الدولة في الجزائر، وكان العالم على وشك ان يعلن تأييده للانتفاضة وإقامة وطن مستقل للفلسطينيين، فكانت مؤامرة غزو الكويت، ونكبة 1990 ليس على الكويتيين فحسب وانما على القضية الفلسطينية، ولم تمض الا سنوات قليلة، وقال المتربصون القضية الفلسطينية انتهت، حتى ظهر لنا أبو عمار عام 1995 في غزة ومن بعد في اريحا ثم رام الله، الآن تمر الامة في ظروف كئيبة تشابه ظروف عام 1990، حكومات عربية تهرول للتطبيع مع إسرائيل، مثقفون عرب خليجيون قاوموا التطبيع عادوا يرقصون على قارع دف التطبيع، مع انهاء قيادات دول الصمود والتصدي ليبيا والعراق وسوريا واليمن والمقاومة، عاد الناس ليقولون انتهت القضية الفلسطينية، لكن كما كان يقول عرفات الفلسطينيون كما طائر الفينيق ينهضون من الرماد، سيعودون من جديد معهم الشعوب العربية والإسلامية ومن نصبوا أنفسهم حماة للمشروع الصهيوني سيعضون على أصابعهم حتى يزجوا في السجن أو يعلقوا على أعواد المشانق حين ينهض المارد العربي المخدر بفعل افعال ليفني واخواتها.
نبضة أخيرة
سنمد أجسامنا للعروبة جسورا فقل للأحرار أن يعبروا.
بقلم : سمير البرغوثي
نبضة أخيرة
سنمد أجسامنا للعروبة جسورا فقل للأحرار أن يعبروا.
بقلم : سمير البرغوثي