روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من لانت كلمته وجبت محبته وحسنت أحدوثته وظمئت القلوب إلى لقائه وتنافست في مودته). وأوصى حكيم ولده فقال: ((يا بني إن مكارم أخلاقك تدل على شرفك وطيب أعرافك )) وسمع بعض الأعارب يقول لولده:
ابني إن البر شيء هين وجه طليق وكلام لين
يأتينا مسؤول ويغادرنا مسؤول.. والناس شهود الله في أرضه.. مسؤول يتعلق به الناس ومسؤول لا يشعر بمجيئه وذهابه أحد من الناس!! لماذا؟ لأنه لم يكن له دور وبصمة في علاج أو إضافة.. فقط مع الخيل يا شقرة لأنه مسؤول تسيير أعمال! لأنه مسؤول مكتبي ليس إلا! هناك مسؤول يعطي عمره وكل جهده لعمله.. صديق لمرؤوسيه وصديق لصاحب الحاجة والمعاملة.. يوزع الحب والدفء والأمل على الجميع.. يقف بجانب المظلوم ويحاسب الموظف الظالم ويبحث عن الحقيقة أينما كانت لينصف صاحبها.. هناك مسؤول يفرح ويبتهج الناس لإزاحته لأنه سيئ الإدارة والتعامل مع خلق الله.. وهناك مسؤول يفجع الناس لتركه موقعه لأنه صاحب سيرة عطرة ومواقف إنسانية وخلق رفيع.. هناك مسؤول تفرح لإزاحته الآلاف وهناك مسؤول تبكيه الآلاف.. هناك مسؤولون وقياديون يمتلكون جاذبية بحكم تفاعلهم وسويتهم وهناك نوعية تعودت على العمل خلف الأبواب والتصيد في الماء العكر والتخطيط لأذية خلق الله من تحت الطاولات!! هؤلاء أنصحهم بقراءة كتاب قيم عنوانه «تسويق المسؤول» فهم حتماً يحتاجون قراءته على الأقل تزامناً مع يوم الكتاب العالمي الذي احتفلنا به من قريب ليكونوا ناجحين وأوادم مع الناس!! نحن نقول حرياً بكل مسؤول في المجتمع بغض النظر عن موقعه بأن تكون له جلسة مراجعة وتقييم لأداء قسمه أو قطاعه أو مؤسسته وأن يبني على أساس هذه المراجعة رؤية تكون أساسا لإدارة فعالة أكثر وإدارة رحيمة بموظفيها أكثر وإدارة صادقة مع مجتمعها. إدارة لا تسمح بأي صورة من صور الخرق ناهيك عن الفساد ذاته، وصدقوني لو قمنا بهذه المراجعة ووضعنا رؤية بناء عليها ثم فعلنا هذه الرؤية أي وضعناها في حيز التنفيذ فإن اسم المسؤول سيعلو في المجتمع والقيمة العملية للمجتمع سيكبر حجمها ولن يحدث هناك أي هدر لإمكانات المؤسسة أو الإدارة أو الوزارة وجهود الموظفين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي