في شهر ديسمبر من العام الماضي (2016) نشرت مقالا تحت العنوان أعلاه لقراء هذه الجريدة وأوضحت فيه أنى أتعجب من بعض الزملاء العرب الذين أعلنوا دعمهم للسيد ترامب! ويرون فيه طاقة ايجابية لتغيير الموقف الأميركي السلبي في الشرق الأوسط وكانوا يرددون أنه بالضرورة سيكون أفضل من السيد أوباما والسيدة كلينتون فبما يتعلق بقضية فلسطين. ولا أدري من أين اتى هؤلاء بهذه الفرية، فالرجل أعلن محاباته الواضحة لإسرائيل وكان يعلن أثناء حملته الانتخابية بدون مواربة أنه هدية الرب لإسرائيل وأنه أفضل ما يمكن أن تأتى به الانتخابات لصالح إسرائيل، كما انه «يناصب العداء للمسلمين والمهاجرين والأقليات ويوضح تحيزه وعنصريته بشكل مهين».
الآن وبعد سنة من تولى السيد ترامب للسلطة لنا أن نسأل هؤلاء الزملاء الذين ما زالوا يناصرون الرئيس الأميركي ويطلبون أن تعطى له الفرصة: كيف الحال الآن وهل تغير الوضع في الشرق الأوسط؟
لعل الجميع يرى أن الوضع نعم تغير... ولكن للأسوأ. وها هي الإدارة الأميركية تعلن وبدون حياء انها تفكر في الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل! وهذا ما حذرنا منه أيضا في المقالة السابق ذكرها وأشرنا على وجه التحديد إلى تعيين السيد ترامب للمحامي «دافيد فريدمان» الذي وصفناه بانه «ملكي أكثر من الملك نفسه»، وذكرنا بالحرف أن «السيد فريدمان يريد أن ينقل السفارة الأميركية من تل ابيب إلى القدس. ورغم أن هناك قرارا تم تمريره بالكونغرس في 1995 يدفع بهذا الاتجاه إلا ان كل رئيس أميركي اتى بعد هذا التاريخ (كلينتون وجورج بوش الابن وأخيرا أوباما) لم ينفذوا القرار استنادا إلى ثغرة في القانون تتعلق بتأجيل نقل السفارة إذا كان هناك تخوف من ان نقلها سيترتب عليه زيادة في مخاطر الأمن القومي لأميركا». ولكن واضح ان السفير الجديد سيدفع باتجاه نقل السفارة بشكل مكثف».
ومما ذكرناه أيضا «من مواقف هذا السفير الجديد (السيد فريدمان) أنه يوافق على استمرار وبناء المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية وحتى لا يمانع في ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وهذا تغير خطير لو حدث في السياسة الأميركية حيث تعتبر كل إدارة أميركية منذ عام 1967 المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير شرعية. «فلا تستبشروا خيرا يا مناصري ترامب من العرب بما هو قادمّ! فلقد «علق كيماوية شاليف، وهو كاتب عمود في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن موقف السيد فريدمان المتطرف في الدفاع عن الدولة اليهودية «يجعل معظم الإسرائيليين العاديين ناهيك عن اليهود الأميركيين، يبدون وكأنهم غير مخلصين لوطنهم وبعضهم يمكن اعتبارهم خونة».
إذا أضفنا إلى ذلك موقف السيد ترامب الذي لم يأبه ولم يكترث بالوضع السوري المأساوي وترك للروس-دون حتى محاولة للمشاركة-عجلة القيادة في حل المسالة السورية! فسوريا لا توجد بها آبار البترول ولا فرص واعدة تخدم أهداف السياسة الأميركية الاقتصادية.
هذا وكان الهم الأول من زيارة رئيس أميركا وتشريفه للمنطقة -كما أعلن هو-أن يعود محملا بعقود للشركات الأميركية تزيد على مئات المليارات من الدولارات. أما مشاكل المجاعات في اليمن وويلات الحرب بين الاشقاء التي لا تلوح لها نهاية فلا تعرف عنها أميركا ولا كأنها موجودة. أضف إلى ذلك ما أعاد تغريده السيد ترامب من فيديوهات معادية للإسلام والمسلمين ومنشورة بواسطة جمعيات يمينية متطرفة في بريطانيا أستحق ان توبخه عليها السيدة «تريزا ماى».
إعادة التغريد توضح بشكل يمكن أن يراه فاقد النظر أن السيد ترامب مازال يحمل الحقد والكره والضغينة لكل ما هو مسلم وكل ما هو عربي وانه لا يريد من العرب الا أموالهم وثرواتهم. والسؤال مرة اخرى للزملاء العرب المؤيدين للسيد ترامب: هل مازلتم تتأملون خيرا على يد القابع في البيت الأبيض؟.
بقلم : د. حسن يوسف علي
الآن وبعد سنة من تولى السيد ترامب للسلطة لنا أن نسأل هؤلاء الزملاء الذين ما زالوا يناصرون الرئيس الأميركي ويطلبون أن تعطى له الفرصة: كيف الحال الآن وهل تغير الوضع في الشرق الأوسط؟
لعل الجميع يرى أن الوضع نعم تغير... ولكن للأسوأ. وها هي الإدارة الأميركية تعلن وبدون حياء انها تفكر في الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل! وهذا ما حذرنا منه أيضا في المقالة السابق ذكرها وأشرنا على وجه التحديد إلى تعيين السيد ترامب للمحامي «دافيد فريدمان» الذي وصفناه بانه «ملكي أكثر من الملك نفسه»، وذكرنا بالحرف أن «السيد فريدمان يريد أن ينقل السفارة الأميركية من تل ابيب إلى القدس. ورغم أن هناك قرارا تم تمريره بالكونغرس في 1995 يدفع بهذا الاتجاه إلا ان كل رئيس أميركي اتى بعد هذا التاريخ (كلينتون وجورج بوش الابن وأخيرا أوباما) لم ينفذوا القرار استنادا إلى ثغرة في القانون تتعلق بتأجيل نقل السفارة إذا كان هناك تخوف من ان نقلها سيترتب عليه زيادة في مخاطر الأمن القومي لأميركا». ولكن واضح ان السفير الجديد سيدفع باتجاه نقل السفارة بشكل مكثف».
ومما ذكرناه أيضا «من مواقف هذا السفير الجديد (السيد فريدمان) أنه يوافق على استمرار وبناء المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية وحتى لا يمانع في ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وهذا تغير خطير لو حدث في السياسة الأميركية حيث تعتبر كل إدارة أميركية منذ عام 1967 المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير شرعية. «فلا تستبشروا خيرا يا مناصري ترامب من العرب بما هو قادمّ! فلقد «علق كيماوية شاليف، وهو كاتب عمود في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن موقف السيد فريدمان المتطرف في الدفاع عن الدولة اليهودية «يجعل معظم الإسرائيليين العاديين ناهيك عن اليهود الأميركيين، يبدون وكأنهم غير مخلصين لوطنهم وبعضهم يمكن اعتبارهم خونة».
إذا أضفنا إلى ذلك موقف السيد ترامب الذي لم يأبه ولم يكترث بالوضع السوري المأساوي وترك للروس-دون حتى محاولة للمشاركة-عجلة القيادة في حل المسالة السورية! فسوريا لا توجد بها آبار البترول ولا فرص واعدة تخدم أهداف السياسة الأميركية الاقتصادية.
هذا وكان الهم الأول من زيارة رئيس أميركا وتشريفه للمنطقة -كما أعلن هو-أن يعود محملا بعقود للشركات الأميركية تزيد على مئات المليارات من الدولارات. أما مشاكل المجاعات في اليمن وويلات الحرب بين الاشقاء التي لا تلوح لها نهاية فلا تعرف عنها أميركا ولا كأنها موجودة. أضف إلى ذلك ما أعاد تغريده السيد ترامب من فيديوهات معادية للإسلام والمسلمين ومنشورة بواسطة جمعيات يمينية متطرفة في بريطانيا أستحق ان توبخه عليها السيدة «تريزا ماى».
إعادة التغريد توضح بشكل يمكن أن يراه فاقد النظر أن السيد ترامب مازال يحمل الحقد والكره والضغينة لكل ما هو مسلم وكل ما هو عربي وانه لا يريد من العرب الا أموالهم وثرواتهم. والسؤال مرة اخرى للزملاء العرب المؤيدين للسيد ترامب: هل مازلتم تتأملون خيرا على يد القابع في البيت الأبيض؟.
بقلم : د. حسن يوسف علي