مثلت الحادثة الأخيرة التي تعرض لها رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق في دولة الإمارات فعلاً خطيراً في مؤشراته ودلالاته، سواء داخلياً أم خارجياً؛ فقد قامت السلطات الإماراتية في البداية بمنعه من السفر ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وهو ما دفعه إلى تسريب شريط مصوّر إلى قناة الجزيرة من أجل إرسال نداء استغاثة قد يرفع عنه الحجر.
ثم تطور الموقف بسرعة إثر بث القناة المقطع المصور فقرر الرجل التوجه إلى باريس وفي اللحظات الأخيرة تم ترحيله عنوة إلى مصر عبر طائرة خاصة.
لم تُنشر أخبار ولا صور عن وصول الرجل إلى مصر، لكن تسريبات من هنا وهناك تقول إنه موجود في أحد النزل ويُعامل معاملة طيبة، لكن أهل الرجل أكدوا أنه لم يتصل بهم وكلفوا فريقاً قانونياً للدفاع عنه والبحث في مصيره.
دلالات كثيرة يمكن استفادتها من هذا الحدث، بعضها دلالات شكلية تتعلق بحيثيات الحادث، وأخرى مضمونية تتعلق بجوهره ومغزاه وأبعاده.
إن أهم الدلالات الشكلية أو الإطارية هي تلك التي تتعلق باختيار قناة الجزيرة لبث المقطع المصور: لماذا قناة الجزيرة؟
قامت المنصات الإعلامية التابعة لنظام الانقلاب المصري بشيطنة خروج الفريق شفيق على شاشة الجزيرة باعتبارها قناة معادية، وباعتبارها- حسب لفظ الإعلام الانقلابي المصري- «قناة الإخوان والإرهابيين». ثم إن قناة الجزيرة تمثل محوراً من محاور الصراع ضمن ما اصطلح عليه «مجموعة حصار قطر»، وتضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين؛ فقد ورد اسم القناة ضمن لائحة الشروط التي طالبت دول الحصار دولة قطر بتنفيذها.
إن ظهور رئيس الوزراء الأسبق على قناة الجزيرة إنما يمثل إقراراً منه بأن القناة تبقى الواجهة الإعلامية الأكثر مصداقية مقارنة بغيرها من المنصات الإعلامية الأخرى في المنطقة. ثم إن خروجه على شاشتها يشكل إعلاناً غير مباشر عن عدم ثقته في الإعلام المصري الحكومي أو الإعلام العربي المعادي للثورات.
أما مضمونياً فإن أهم دلالات الحادثة إنما يتعلق بانكشاف التدخل الإماراتي العميق في الشأن المصري بصورة أصبح معها القرار السياسي لمصر مرتهناً بقرار أبوظبي وذلك بشكل غير مسبوق.
صحيح أن دولة الإمارات هي من موّل الانقلاب الدامي الذي نفذه العسكر على الرئيس المصري المنتخب ديمقراطياً وصحيح أيضاً أنها تقف وراء الدعم المالي للانقلاب العسكري في مصر وكذلك في بقية مجال الربيع العربي، لكن انكشاف التدخل الإماراتي اليوم في الشأن المصري إلى درجة احتجاز رئيس وزراء أسبق تعدّ سابقة ومؤشراً خطيراً على حال السيادة المصرية في ظل الانقلاب.
بقلم : محمد هنيد
ثم تطور الموقف بسرعة إثر بث القناة المقطع المصور فقرر الرجل التوجه إلى باريس وفي اللحظات الأخيرة تم ترحيله عنوة إلى مصر عبر طائرة خاصة.
لم تُنشر أخبار ولا صور عن وصول الرجل إلى مصر، لكن تسريبات من هنا وهناك تقول إنه موجود في أحد النزل ويُعامل معاملة طيبة، لكن أهل الرجل أكدوا أنه لم يتصل بهم وكلفوا فريقاً قانونياً للدفاع عنه والبحث في مصيره.
دلالات كثيرة يمكن استفادتها من هذا الحدث، بعضها دلالات شكلية تتعلق بحيثيات الحادث، وأخرى مضمونية تتعلق بجوهره ومغزاه وأبعاده.
إن أهم الدلالات الشكلية أو الإطارية هي تلك التي تتعلق باختيار قناة الجزيرة لبث المقطع المصور: لماذا قناة الجزيرة؟
قامت المنصات الإعلامية التابعة لنظام الانقلاب المصري بشيطنة خروج الفريق شفيق على شاشة الجزيرة باعتبارها قناة معادية، وباعتبارها- حسب لفظ الإعلام الانقلابي المصري- «قناة الإخوان والإرهابيين». ثم إن قناة الجزيرة تمثل محوراً من محاور الصراع ضمن ما اصطلح عليه «مجموعة حصار قطر»، وتضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين؛ فقد ورد اسم القناة ضمن لائحة الشروط التي طالبت دول الحصار دولة قطر بتنفيذها.
إن ظهور رئيس الوزراء الأسبق على قناة الجزيرة إنما يمثل إقراراً منه بأن القناة تبقى الواجهة الإعلامية الأكثر مصداقية مقارنة بغيرها من المنصات الإعلامية الأخرى في المنطقة. ثم إن خروجه على شاشتها يشكل إعلاناً غير مباشر عن عدم ثقته في الإعلام المصري الحكومي أو الإعلام العربي المعادي للثورات.
أما مضمونياً فإن أهم دلالات الحادثة إنما يتعلق بانكشاف التدخل الإماراتي العميق في الشأن المصري بصورة أصبح معها القرار السياسي لمصر مرتهناً بقرار أبوظبي وذلك بشكل غير مسبوق.
صحيح أن دولة الإمارات هي من موّل الانقلاب الدامي الذي نفذه العسكر على الرئيس المصري المنتخب ديمقراطياً وصحيح أيضاً أنها تقف وراء الدعم المالي للانقلاب العسكري في مصر وكذلك في بقية مجال الربيع العربي، لكن انكشاف التدخل الإماراتي اليوم في الشأن المصري إلى درجة احتجاز رئيس وزراء أسبق تعدّ سابقة ومؤشراً خطيراً على حال السيادة المصرية في ظل الانقلاب.
بقلم : محمد هنيد