يسود العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي.. تشكيك وتنقيص ومبالغات «وخريط ميمّع وتعال وتسمّع» بعض هذا العبث يأكل من المنجزات، ويشكك في المبادرات وينتقص من الخطط والإجراءات.. ناس وفرق تتعب وآخرون «سيدهم قيدهم» يهدمون لزيادة عدد المتابعين.. ساحات التواصل الاجتماعي تشهد فوضى كبيرة بهدف العبث بكل شيء دون قيد أو ضابط، مروجة لحملات من التشهير بالأشخاص والتشكيك بالمؤسسات للتشويه ورسم واقع مليء بالإحباط.. لذلك لم لا يتم التركيز على التوعية والتثقيف في المدارس ومراحل التعليم الحكومي العام والخاص والطلبة والمدارس لوضع إطار شامل لتعزيز الوعي، وترسيخ المسؤولية المجتمعية لتعزيز الحس الوطني باعتباره العنصر الرئيس ضد الفوضى السائدة؟

إن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي معنية بتحصين وعي الطلبة ضد المحتويات الإعلامية الهدامة والسلبية وإكسابهم مهارات التحليل الناقد، وذلك في ضوء ما تشهده الساحة من تنامي ظاهرة الفوضى والعبث عبر مواقع الإعلام الرقمي والتي من شأنها أن تنال من رصيد الأشخاص والمؤسسات.. على وزارة التربية والتعليم- في تقديري- أن تعمل على استحداث التربية الإعلامية وتتضمن عدة محاور لتمكين طلبة المراحل التعليمية من التعاطي مع المحتويات والرسائل التي تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي بحرفية عالية من خلال عدة مبادرات على شكل ورش أو محاضرات توعوية أو مؤتمر سنوي.. وفي الوزارة حسب علمي هناك كفاءات وخبرات في مجال الإعلام لهم حضورهم ومخزونهم المعرفي.. وممكن التنسيق والتعاون مع المركز القطري للصحافة.. بهدف تكريس الممارسات الإيجابية والبنّاءة لدى الطلبة عند تعاملهم مع الفضاء الإلكتروني الواسع وتوعية الطلبة- في تقديري- مطلوبة لتكريس الممارسات الإيجابية؛ لتمكينهم من مواجهة سيل المعلومات المتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتمييز الغث من السمين منها من خلال تحقيق مفهوم المواطنة الرقمية لدى الطلبة بحيث يعكسون خلال ولوجهم للمواقع أصالة مجتمعهم وعمق القيم التي يتحلى به المجتمع القطري.. وأيضاً أقترح على وزارة التربية والتعليم والإدارات الإعلامية المعنية بها متابعة مواقع المدارس الإلكترونية حتى لا تحيد عن أهدافها، وتظل تمثل الوجه الحضاري المشرق للتربية والتعليم من خلال تقديم المحتوى الممتاز والمادة المقنعة وتعزيز الوعي الطلابي.

وعلى الخير والمحبة نلتقي.