+ A
A -
ألا ليت الشباب يعود يوما... فأخبره بما فعل المشيب.. أمنية أطلقها الشاعر العباسي أبو العتاهية في بيت شعر بات يجري على ألسنة كل من تجاوز سن الشباب، خاصة اذا حدث تطور في عصره يحتاج إلى شباب لمواكبة هذا التطور..
وكم من أنة مصحوبة بزفرة مملوءة بحسرة أطلقها رجال تجاوزوا سن الشيخوخة، متمنين العودة للشباب لكي يجاروا العصر الذي حل عليهم في شيخوخة، وقد عجزت اعضاؤهم عن اداء مهامها.
وكم جلست أرقب شلة من «العواجيز» الرجال يجلسون على مقهى في فترة العصر.. وتكاد أناتهم وحسراتهم على عهد الشباب تأخذ الالباب.. فهذا يتمنى ان يعود يوما لعهد الشباب، للزواج من «جورجيت» وهذا يتمنى الشباب لمجاراة «انطوانيت» وذاك يتمنى الشباب من اجل سهرة مع «بريجيت».. تلك الشلة قد تكون غادرت إلى النهاية، ولم تعلم ان الدكتورة «بريجيت» بواسولييه سوف تحقق امنيات من جاءوا بعدهم والدكتورة جورجيت ليست فتاة تتغندر بالجينز وبلوزة فوق السرة لتسرق ألباب الشباب ليتمنوا مع ابي العتاهية عودة الشباب.. فالدكتورة بريجيت هي رئيسة الطائفة الرائيلية التي تسعى إلى تحقيق أمنية أبي العتاهية.
فقد أعلنت «بريجيت» ان التجارب المختبرية اثبتت امكانية استخدام الخلايا الجذعية لإعادة الشباب إلى عضو من اعضاء الجسم وذلك عن طريق مكافحة الشيخوخة المتمثلة في تدهور الوظائف الحيوية كحامض «دي. أن.ايه» البشري، تؤكد بريجيت لقد اكتشفنا طريقة غير مسبوقة لمعالجة الكثير من الامراض ولمساعدة الشياب في استعادة شبابهم بحيث يصبحون وكأنهم في السابعة عشرة من العمر.
لا أدري مدى نجاح الرائيليين في تحقيق هذه الأمنية لمن وصلوا خريف العمر ويضعون اقدامهم على ابواب الشتاء.. وتجدهم يبحثون لدى العطارين عن ما يصلح ما افسده الدهر.
وقد لا تجد تجارة الرائيليين صدى لدينا نحن الذين نؤمن بالأجل خاصة وان بريجيت تزعم أن «الطريقة الجديدة تبشر بتحقيق معادلة الشباب الدائم بل والوصول يوما إلى جيل لا يعرف الموت اليه سبيلا».
فالأعمار بالنسبة لنا محدودة وآجالنا محتومة، ومراحل العمر معروفة، طفولة وشباب وشيخوخة. اما اولئك الذين يتمسكون بأهداب الحياة.. رغم انهم مصابون بالرجاج والانحناء، والانكسار.. سوف يضعون رئيسة الرائيليين فوق رؤوسهم اذا ارتفعت هاماتهم وهم في التسعين.. فهل يعود الشباب لأبي العتاهية؟.. الله أعلم.
بقلم : سمير البرغوثي
وكم من أنة مصحوبة بزفرة مملوءة بحسرة أطلقها رجال تجاوزوا سن الشيخوخة، متمنين العودة للشباب لكي يجاروا العصر الذي حل عليهم في شيخوخة، وقد عجزت اعضاؤهم عن اداء مهامها.
وكم جلست أرقب شلة من «العواجيز» الرجال يجلسون على مقهى في فترة العصر.. وتكاد أناتهم وحسراتهم على عهد الشباب تأخذ الالباب.. فهذا يتمنى ان يعود يوما لعهد الشباب، للزواج من «جورجيت» وهذا يتمنى الشباب لمجاراة «انطوانيت» وذاك يتمنى الشباب من اجل سهرة مع «بريجيت».. تلك الشلة قد تكون غادرت إلى النهاية، ولم تعلم ان الدكتورة «بريجيت» بواسولييه سوف تحقق امنيات من جاءوا بعدهم والدكتورة جورجيت ليست فتاة تتغندر بالجينز وبلوزة فوق السرة لتسرق ألباب الشباب ليتمنوا مع ابي العتاهية عودة الشباب.. فالدكتورة بريجيت هي رئيسة الطائفة الرائيلية التي تسعى إلى تحقيق أمنية أبي العتاهية.
فقد أعلنت «بريجيت» ان التجارب المختبرية اثبتت امكانية استخدام الخلايا الجذعية لإعادة الشباب إلى عضو من اعضاء الجسم وذلك عن طريق مكافحة الشيخوخة المتمثلة في تدهور الوظائف الحيوية كحامض «دي. أن.ايه» البشري، تؤكد بريجيت لقد اكتشفنا طريقة غير مسبوقة لمعالجة الكثير من الامراض ولمساعدة الشياب في استعادة شبابهم بحيث يصبحون وكأنهم في السابعة عشرة من العمر.
لا أدري مدى نجاح الرائيليين في تحقيق هذه الأمنية لمن وصلوا خريف العمر ويضعون اقدامهم على ابواب الشتاء.. وتجدهم يبحثون لدى العطارين عن ما يصلح ما افسده الدهر.
وقد لا تجد تجارة الرائيليين صدى لدينا نحن الذين نؤمن بالأجل خاصة وان بريجيت تزعم أن «الطريقة الجديدة تبشر بتحقيق معادلة الشباب الدائم بل والوصول يوما إلى جيل لا يعرف الموت اليه سبيلا».
فالأعمار بالنسبة لنا محدودة وآجالنا محتومة، ومراحل العمر معروفة، طفولة وشباب وشيخوخة. اما اولئك الذين يتمسكون بأهداب الحياة.. رغم انهم مصابون بالرجاج والانحناء، والانكسار.. سوف يضعون رئيسة الرائيليين فوق رؤوسهم اذا ارتفعت هاماتهم وهم في التسعين.. فهل يعود الشباب لأبي العتاهية؟.. الله أعلم.
بقلم : سمير البرغوثي
