+ A
A -
قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» وجاء في الأثر: ودّك من نصحك.. وكرهك من مشى في هواك.. وقد قيل صديقك من صدقك وليس من صدّقك.. وقيل إن اصفرار الوجه من النصيحة أفضل من اسوداده من الفضيحة.. وقد نصح أحد الصالحين زميلاً له فقال: إياك أن تكون ناقداً مهاباً بين الناس.. إياك أن تكتب في الأشياء إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر وإذا سمعت أو قرأت خبراً عبر شبكات التواصل الاجتماعي فتبين قبل أن تتهور.. وإياك والشائعة لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر.. وإذا ابتلاك الله بمسؤول جاهل فقاومه بحسن الخلق وادفع بالتي هي أحسن فربما تكسبه بصنيعك.. وإذا أردت أن تكتشف مسؤولا عايشه وخالطه فالتعامل يذوب المظهر ويكشف المضمون والجوهر وحينها ستعرف استقامته من سذاجته أو تفاهته ونتانته وخبثه.. وإذا هاجمك الناس وأنت على حق وجرحوك بالنقد فافرح لأنك ناجح مؤثر فالكلب الميت لا يركل ولا يرمى بالحجارة إلا الشجر المثمر.. أما إن هاجمك الناس وأنت على باطل فاعلم أن الله لم يجعل لك القبول في الأرض ولا في نفوسهم! لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل فقال إني قد أحببت فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض أما إذا أبغض الله عبداً فيبغضه جبريل وأهل السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض.. ما أجمل أن تعيش مسؤولاً تأكل وتنام والله ينادي باسمك كل صباح في السماء «إني أحب فلاناً فأحبوه».
يا أخي: عندما تنتقد أحداً فبعين النحل تعوّد أن تبصر ولا تنظر للناس بعين الذباب فتقع على ما هو مستقذر! أخي لا تأمن مسؤولا يمكر يعطيك من طرف اللسان حلاوة ثم يغدر!! وحاذر المسؤول الشرير غير السوي الذي يتلون ومثله يتكرر وفي إدارته أو قسمه يتبختر وبكل لباس يتدثر وبنفوذه وصلاحياته وأقنعته يتستر! إن خير الفضائل الصدق لا الكذب والصدق بالمسلم أخلق لا تطرق الأبواب ولا تتوسل لمسؤول تجري النذالة في دمه فتصغر! ولا تكن أحادي الرأي فمن الجميل أن تؤثر وتتأثر ولا تحزن على التهميش والتجاهل والإقصاء والظلم والاستبداد فالله يريد أن يراك تصبر.
نسأل الله لنا ولمسؤولينا الهداية وانشراح الصدر.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
22/05/2016
2135