مررت بحلب الشهباء.. وتوقفت أمام عظمة هذه المدينة التي تعتبر مع اريحا من أقدم مدن العالم رأيت فيها حكاية من عبروها وأرغموا على الرحيل عنها لتبقى الشهباء الأبية العصية على كل من أراد تدميرها.. رأيت فيها آثار الأموريين والحثيين والآراميين والآشوريين والفرس، والهيلينيين والرومان والبيزنيطيين، وقفت فيها مع ابي فراس الحمداني وسيف الدولة.. والمتنبي يتغنى عشقا بها
عشقتك يا شهباء والحب سنتي
وما كنت أدري قد سننت فنائيا
ففي حلب الدنيا تجلى خلودها
وها جئت فيها أستعيد خلوديا
لعلي أرى الشهباء في قبر وحدتي
فأبعثها...فالقبر أمسى عزائيا
رأيت فيها جبل الجماجم من ابنائها الذي صنعه المغولي تيمور لنك.. من 20000 جمجمة قطع رؤوسهم لأنهم قاوموا بشراسة دفاعا عن مدينتهم..
حلب الزاد لكل الفتوحات الإسلامية في اوروبا ومنها كانت الانطلاقة الإسلامية إلى القسطنطينية..
كانت حلب تضيء بيت المقدس وتبعث الحياة في القاهرة.. فقد كانت عاصمة للدولة الحمدانية التي امتدت من حلب إلى الجزيرة الفراتية والموصل وتعرضت لضربات.
وقفت مع صلاح الدين في حلب وهو يستعد لصد غزوات الصليبيين عن بلاد الشام.. ومنها انطلق إلى عجلون والكرك ليكون على راس جيش الفاتحين للمدينة المقدسة..حلب التي وقفت في وجه المستعمر ورفضت الغباء العثماني في التعامل مع أطراف الدولة الإسلامية كما رفضت الاستعمار الفرنسي.. وكان شريان الدم الذي يعيد للقلب العربي الحياة.
حلب التي قدمت الفلكيين والرياضيين أبو القاسم الرَّقي، والمجتبى الإنطاكي وديونيسيوس وقيس الماروني، وقدمت الفلاسفة والعلماء الفارابي، وابن سينا. أوابن خالويه، وأبو الفتح بن جني، وأبو على الحسين بن أحمد الفارسي، و«عبد الواحد بن علي الحلبي» المعروف بأبي الطيب اللغوي.
حلب التي قدمت المتنبي، وأبو فراس الحمداني، والخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان، والسرى الرفاء والصنوبري، والوأواء الدمشقي، والسلامي والنامي. وأبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني الذي أهداه إلى سيف الدولة؛ فكافأه بألف دينار، وابن نباتة، وقسطاكي الحمصي الشاعر والمؤرخ، والجغرافيين: ابن حوقل الموصلي صاحب كتاب المسالك والممالك. حلب الشعباء العصية على الأعداء تدك من الابناء من يدعون أنهم سوريون..
فمن ينهج نهج تيمور لنك في بناء جبل من جماجم اطفالها وشبابها ونسائها ليس سوريا بل هو قادم من خلف الحق العالمي على هذه المدينة التي أن قامت سوف تكون عاصمة الامة الإسلامية.
ان ما يؤلمنا ليس هناك في الأفق من يستعد لإنقاذ حلب.. لتحرير حلب.. لتخليص حلب.. فالحس الوطني العربي والإسلامي لم يعد يهتم إلا بنجاة رأسه.. ولتذهب حلب الشهباء مع جحيم بشار الذي سيلعنه التاريخ ألف مرة.. حين ترك للروس ممارسة شهوة الانتقام من بلد كانت تنطلق منه جيوش الفتح الإسلامي إلى اوروبا والبلقان. حلب تحتاج فزعة. لكن هل هناك من لديه القدرة على الفزعة.. فالضمير العربي مات!
بقلم : سمير البرغوثي
عشقتك يا شهباء والحب سنتي
وما كنت أدري قد سننت فنائيا
ففي حلب الدنيا تجلى خلودها
وها جئت فيها أستعيد خلوديا
لعلي أرى الشهباء في قبر وحدتي
فأبعثها...فالقبر أمسى عزائيا
رأيت فيها جبل الجماجم من ابنائها الذي صنعه المغولي تيمور لنك.. من 20000 جمجمة قطع رؤوسهم لأنهم قاوموا بشراسة دفاعا عن مدينتهم..
حلب الزاد لكل الفتوحات الإسلامية في اوروبا ومنها كانت الانطلاقة الإسلامية إلى القسطنطينية..
كانت حلب تضيء بيت المقدس وتبعث الحياة في القاهرة.. فقد كانت عاصمة للدولة الحمدانية التي امتدت من حلب إلى الجزيرة الفراتية والموصل وتعرضت لضربات.
وقفت مع صلاح الدين في حلب وهو يستعد لصد غزوات الصليبيين عن بلاد الشام.. ومنها انطلق إلى عجلون والكرك ليكون على راس جيش الفاتحين للمدينة المقدسة..حلب التي وقفت في وجه المستعمر ورفضت الغباء العثماني في التعامل مع أطراف الدولة الإسلامية كما رفضت الاستعمار الفرنسي.. وكان شريان الدم الذي يعيد للقلب العربي الحياة.
حلب التي قدمت الفلكيين والرياضيين أبو القاسم الرَّقي، والمجتبى الإنطاكي وديونيسيوس وقيس الماروني، وقدمت الفلاسفة والعلماء الفارابي، وابن سينا. أوابن خالويه، وأبو الفتح بن جني، وأبو على الحسين بن أحمد الفارسي، و«عبد الواحد بن علي الحلبي» المعروف بأبي الطيب اللغوي.
حلب التي قدمت المتنبي، وأبو فراس الحمداني، والخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان، والسرى الرفاء والصنوبري، والوأواء الدمشقي، والسلامي والنامي. وأبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني الذي أهداه إلى سيف الدولة؛ فكافأه بألف دينار، وابن نباتة، وقسطاكي الحمصي الشاعر والمؤرخ، والجغرافيين: ابن حوقل الموصلي صاحب كتاب المسالك والممالك. حلب الشعباء العصية على الأعداء تدك من الابناء من يدعون أنهم سوريون..
فمن ينهج نهج تيمور لنك في بناء جبل من جماجم اطفالها وشبابها ونسائها ليس سوريا بل هو قادم من خلف الحق العالمي على هذه المدينة التي أن قامت سوف تكون عاصمة الامة الإسلامية.
ان ما يؤلمنا ليس هناك في الأفق من يستعد لإنقاذ حلب.. لتحرير حلب.. لتخليص حلب.. فالحس الوطني العربي والإسلامي لم يعد يهتم إلا بنجاة رأسه.. ولتذهب حلب الشهباء مع جحيم بشار الذي سيلعنه التاريخ ألف مرة.. حين ترك للروس ممارسة شهوة الانتقام من بلد كانت تنطلق منه جيوش الفتح الإسلامي إلى اوروبا والبلقان. حلب تحتاج فزعة. لكن هل هناك من لديه القدرة على الفزعة.. فالضمير العربي مات!
بقلم : سمير البرغوثي