+ A
A -

هي الحكايةُ ذاتُها ولا شيءَ جديد، التَّاريخُ قَصصٌ مُكررَّة، وأحاديثُ تُعاد، الشَّخصياتُ فقط هي التي تتغير!

في كُلِّ حربٍ تخوضها المقاومة، نكتشفُ أنَّ في بلاد العربِ والمسلمين يهوداً أكثر مما في تلِّ أبيب! وكذلك نكتشفُ أنَّ فيها شُرفاء وأحراراً أكثر مما في غزَّة!

‏في هذه الحرب يوجد موضة اسمها «لن أتعاطف»، قرأتها في أكثر من تعليقٍ على الحربِ المستعرة بين المقاومة والاحتلال!

ولهؤلاء أقول:

أولاً: هذه الحربُ ليست قضيّة رأي، وإنما قضيّة عقيدة، فإذا كنت مع الاحتلال فيها فراجِعْ إسلامكَ، وإذا كنتَ على الحياد فعلاً، فما أنتَ إلا فارغٌ تافه، عاجزٌ حتى أن يكون لك مشاعر، على أيّةِ حالٍ يقولُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: من لم يهتمَّ بأمور المسلمين فليس منهم!

ويقولُ أهلُ الأصول: إن الحربَ بين المسلم والكافر ليست من مسائل الفروع ليكون فيها خلاف، وإنما من مسائل الأصول، وموالاة الكافرِ على المسلم ردَّة!

‏ثانياً: تعاطُفكَ لكَ، ليبقى دينُكَ مصاناً، وعقيدتك سليمة، وإلا فإنَّ تعاطفك في ميزان القوى صفرٌ على الشِّمالِ! المجاهدون يجوبون المستوطنات طولاً وعرضاً، والاحتلال مجنون ينتقمُ من المدنيين العُزّل، أنتَ أتفه من أن تُغيّر شيئاً في المعادلة!

‏ثالثاً: هذه قضية الشرفاء، وأنتَ عندما تتبجّحُ وتقولُ: فلسطين ليست قضيّتي! فأنتَ لا تزيدُ على أنك تُعلنُ أنك نذلٌ وضيع!

وقفتِ الذُّبابة يوماً على رأس النخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة: تماسكي فإني سأطير!

فقالت لها النخلة: وهل شعرتُ بكِ تحطّينَ حتى أفتقدكِ عندما تطيرين!

هذا أنتَ مجرّد ذبابة لها طنين وصوتٌ نشاز، ولكنك أتفه من أن تكون مؤثراً في المعركة!

‏رابعاً: القدس ليست جغرافيا، القدس عقيدة! واستعادتها من هذا المحتل موعود اللهِ تعالى في سورة الإسراء، وهذا الدين منتصر بك أو بدونك، وحدكَ ستحملُ خزي موالاة اليهود!

‏خامساً: البعض بلا منهم أساساً، نرى فيهم مصداق قول ربنا: «لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا»

وبهذه النّفسيات المريضة أنفع لنا أن تكون في صفوفهم، ولكننا نشفقُ عليكَ والله!

‏سادساً: حتى لا تبدو مضحكاً لا تُقلل من قيمة ما حدث، المحتلون اعترفوا أنَّ ما حدث مذهل وصادم، فلا تكن يهوديا أكثر من اليهود!

copy short url   نسخ
09/10/2023
1710