لقد تحقق الحلم، فلا يأس مع الحياة، هكذا هي المغرب كما نعرفها، نجحت وزف الملك محمد السادس الفرحة الكبرى للمغرب وللأمة العربية وإفريقيا بفوز بلاده في تنظيم كأس العالم لكرة القدم بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال للرجال لعام 2030م، وذلك اعترافا بالمكانة التي وصلت إليها المغرب رياضيا وتنمويا وتطورا في مختلف المجالات.
فبعد خمس محاولات سابقة لتنظيم المونديال الكروي العالمي، لم توفق فيها لأسباب عدة، وبعد ست مشاركات في المونديال العالمي، استطاع المغرب أخيرا أن يربح رهان التنظيم في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال أقنع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالملف الثلاثي المشترك الذي من المتوقع أن يحقق نجاحا باهرا في التنظيم والفعاليات المصاحبه وهي المرة الأولى التي تنظم فيها البطولة الكروية في قارتين مختلفتين أوروبا وإفريقيا.!
كلنا يعرف ما حققه المنتخب المغربي في النسخة الأخيرة من كأس العالم 2022 في قطر والتي كانت بطولة استثنائية رائعة لم يشهد العالم بطولة تضاهيها من قبل، حيث حقق المغرب المركز الرابع وحقق انتصارات وحضورا قويا في هذه البطولة.
واليوم، يفرح الجميع بفرحة الشعب المغربي كما فرحت الأمم قاطبة بهذا الاعتماد من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، إنني متفائل بأن المغرب الشقيق سيكتب تاريخا جديدا للرياضة المغربية والعربية والإفريقية في هذه البطولة وسيستعد لها كثيرا، وهو ما عودنا عليه أسود الأطلس في كل مشاركة عالمية، مما يعكس المكانة التي وصلت إليها البلاد في عهد مليكها محمد السادس الذي يعمل على تطوير بلاده وتنميتها وجعلها نهضة شاملة في مختلف المجالات.
والمغرب اليوم يحصد ثمار التخطيط الاستراتيجي على جميع الأصعدة ومنها الرياضة وأصبح يمتلك ملاعب جيدة ومنشآت رياضية، كما أن التنظيم يعد ترجمة حقيقية لتطوير البنية التحتية في هذا البلد العربي، وستسهم البطولة في رواج الحركة السياحية وتبادل الثقافات بين الشعوب والتي تعد الرياضة واحدة من النوافذ الرئيسة لها على مر العصور.
ومن المتوقع أن تحقق الدولة الشقيقة مكاسب عديدة من التنظيم لكونها تمتلك عددا كبيرا من الفنادق الكبرى إلى جانب الطرق المجهزة والمدن الرياضية دون الحاجة إلى الإنفاق على إنشاءات جديدة كثيرة، ما يجعل الاستثمارات المتدفقة استثمارات مباشرة تسهم في نمو الاقتصاد المغربي وتطوره.
كنت أتمنى أن يكون الملف ثلاثيا عربيا افريقيا ولكن، السياسة اخترقت الرياضة لأسباب نأمل أن تنتهي سريعا، وأن يحلّ الوئام بين الأشقاء العرب. وباللهجة المغربية نقول «مرحب بكم وبكل العالم في بلادكم بلاد السلم والثقافة، فالشمس ما غديش تغيب في ديك نهار العالمي».. والله من وراء القصد.