أن يحمل نتانياهو خريطة إسرائيل الجديدة إلى الأمم المتحدة، متضمنة غزة والضفة الغربية، ضاربا بقراري مجلس الأمن 242 و338 عرض الحائط واللذين ينصان على إعادة أراض محتلة إلى وضعها قبل 5 يونيو 1967 وإيجاد حل للاجئين ولم ينص القراران على حل الدولتين، وباتفاقيات أوسلو التي نصت على إقامة سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل على أساس حل الدولتين، وإعادة منظمة التحرير إلى غزة والضفة الغربية، إضافة إلى هذا الدعم الغربي لإسرائيل، وبدء أوروبا وأميركا التخطيط لتفريغ القطاع بإيجاد ممر آمن لخروج اهل غزة، وقد بدأ السماسرة يقنعون الأهالي للخروج بالفعل، لأن إسرائيل عازمة على حرق الأخضر واليابس في غزة، وهذا ما استشعرته المقاومة التي باغتت العالم بحربها دفاعاً عن الأرض.
الحرب الصدمة التي وضعت إسرائيل في مأزق فكانت ردة فعلها الانتقامية من البشر والحجر والتراب وللأسف لم يكن هناك موقف عربي واحد يقول لأميركا انظري إلى الموقف بعدالة.. إسرائيل هي التي ترفض السلام، إسرائيل هي التي تواصل التنكيل بالشعب الفلسطيني، تقتحم مدنه وقراه، وتعتقل شبابه وبناته واطفاله، وتهدم بيوته وتقلع اشجاره المباركة.
إسرائيل تمارس الإرهاب الدولي وتمارس أبشع أنواع العنصرية ضد شعب هو صاحب هذه الأرض، ومن أجلها يجاهد منذ ان استشعر ان بريطانيا تخطط لمنح اليهود وطنا في فلسطين فأقام ثورة 1929، و1936 و1939 وثورة 1946، ثم شارك بكل رجاله في مواجهة حرب 1948 وكان منتصرا لكن بريطانيا وقفت مع العصابات الصهيونية وحين اطمأنت إلى ان هذه العصابات باتت متمكنة من السيطرة على الأرض انسحبت فأعلنت العصابات إقامة الدولة في ذلك العام.
لقد كانت حرب المقاومة بقيادة حماس حربا للحفاظ على البقاء والدفاع عن النفس لتحافظ على وجودها على هذه الأرض، يقتلع الشعب الفلسطيني من ارضه مرة أخرى فكانت التربية على جبهتين جبهة التشبث بالأرض وجبهة مقاومة المحتل،
فتفجر الغضب فكان النصر في اليوم الأول وما فاجأت به حماس والمقاومة إسرائيل سوف يجعلها تندم على أنها اقتربت من الخط الأحمر.
تقول لينا من غزة جاءها السمسار يطلب منها السفر إلى مصر، فردت عليه: هنا ولدت، وهنا عشت، وهنا سأموت ولن أرحل و«اللي بيطلع من داره ينقل مقداره» كيف اذا الخروج من الوطن؟
إن رسالتي لكل فلسطيني من غزة، من الضفة، من الداخل: تشبثوا بالأرض، بأظافركم، بأسنانكم، فالدولة العبرية راحلة قريبا جدا، وكما قال الشيخ أحمد ياسين: إسرائيل سترحل عام 2027 وفق استشراف ديني من القرآن والتوراة فقد طغوا وبغوا.. ونسأل الله أن يعجّل برحيلهم.