الدخول لمتجر «ساستريرا اند كونفشنس أكوينو» للخياطة والتعديل في حي الاباتاه بمدينة ميامي الأميركية بمثابة رحلة عودة للماضي، بحيث يمكن رؤية كشتبان الخيوط الملونة في المتجر الصغير والقمصان ذات التصاميم المعقدة معلقة على الحوائط.
وداخل هذا المكان الجذاب، يتحرك بحماس رجل يرتدي حلة باللون الأزرق الداكن وبنطال جينز وحذاء بدون كعب باللون البني الداكن بحماس، وهو يضع شريط القياس حول عنقه.. هذا هو مالك المتجر والخياط فيدل أكوينو (73 عاماً)، وموطنه الأساسي جمهورية الدومينيكان.
يقول أكوينو، «أنا أستمتع بالعمل»، مضيفاً، عملي مثل الفن بالنسبة لي، لذلك أقوم به وأنا سعيد.. عندما أقوم بخياطة حلة، وتكون مثالية.. أشعر بالفخر بعملي لأن الأمر لا يتعلق بالأموال.. إذا قمت بعمل جيد، سوف تأتي الأموال.
ويقوم أكوينو بخياطة الملابس وتعديلها منذ أن كان يبلغ من العمر 14 عاماً في جمهورية الدومينيكان.. وأدرك أنه قام بالعمل على تجهيز أكثر من ألفي حلة.
وقال، إن الفخامة التي تظهر في حلة تمت خياطتها لا تقدر بثمن، وعادة ما يمضي اكوينو يومين للعمل على حلة يقوم بخياطتها وتعديلها من أجل زبائنه.
زار أكوينو ميامي لأول مرّة مطلع الألفية، ووقع في حب المدينة على الفور. وفي العام 2008، عندما كان يبلغ من العمر 58 عاماً، انتقل بمفرده إلى ميامي قبل أن تلحق به بعد ذلك زوجته كوينتينا (70 عاماً)، وقد حصل على قرض بقيمة 10 آلاف دولار من صديق، وبعد تفقد عقارات مختلفة في ميامي، أدرك أن تأسيس متجر في منطقة الاباتاه المألوفة لدى مواطني الدومينيكان سوف يكون أمراً مثالياً.
وقال أكوينو وهو يبتسم: جميع الأشخاص من مختلف المستويات يأتون إلى هنا.. لدينا زبائن أغنياء وهناك آخرون لا يمتلكون المال الوفير.. الجميع يحصل على نفس جودة الخدمة.
واختار أكوينو أن يدع عمله يتحدث عن نفسه، وأشار إلى أن مصدر إلهامه خلال رحلته لتأسيس نفسه هو إيمانه بالله. وحظي عمله بالفعل بالإشادة، كما أن مهارته جذبت انتباه زبائن مشهورين.
وتعد ماكينات الخياطة ومقاعد الزبائن القديمة أبرز ما يجذب الزبائن لمتجر أكوينو لدى الدخول إليه، ولكونه عمل خياطا معظم فترات حياته، أشار أكوينو إلى رأسه عندما تحدث بشأن المهارات التي اكتسبها خلال الأعوام التي تتعلق بكيفية القياس وفهم أسلوب الزبائن.
وقال أكوينو: يمكنك دائما أن تكسب المزيد من الأموال، ولكن لا يمكنك أن تحظي بالمزيد من الوقت.
