بالأمس قررت دولة الإمارات ودون إنذار مسبق منع سفر التونسيات على خطوطها المتجهة إلى دبي أو العابرة منها. هذا القرار مثل صدمة كبيرة في تونس خاصة وأن عشرات المسافرين بقوا عالقين في مطارات الإمارات أو في المطارات المتجهة إلى دبي. القرار لا يستند إلى أبسط المبادئ الدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول الأجنبية فما بالك بالدول الشقيقة. رد الفعل التونسي لم يتأخر كثيرا إذ أعلنت الحكومة التونسية منع نزول طائرات الإمارات في مطاراتها وهو منع يعبّر عن غضب من القرار الإماراتي الأرعن الذي حمل إهانة بالغة للمرأة التونسية بشكل خاص.
طالبت تونس باعتذار علني يرد الاعتبار للسيادة الوطنية ولصورة الدولة التي انتهكها القرار الإماراتي. هذا المطلب شكل سابقة في العلاقات العربية العربية الأخيرة خاصة بعد الجموح الكبير الذي ميز سياسة هذه الدولة سواء في محيطها الإقليمي وما صنعته من أزمات عبر حصار قطر أو عبر دعم الانقلاب المصري أو من خلال انتهاك السيادة اليمنية. دولة الإمارات لم تكن غائبة عن الملف الليبي بل ساهمت بشكل كبير في زرع الفوضى وفي ذبح ربيع ليبيا.
قادت دولة الإمارات أمواج الثورة المضادة وحققت نجاحات كبيرة في تدمير الربيع العربي وفي تخريب الدول التي طالبت شعوبها بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. اعتقدت أبو ظبي أن المال السياسي الفاسد قادر على منحها القدرة على التحكم بالمنطقة وعلى إدارة مصير الشعوب عبر شراء نخب عربية أمنية وعسكرية وسياسية قبلت بيعَ أوطانها مقابل حفنة من الدولارات.
لم تنجح دولة الإمارات في تحقيق الاختراق الذي كانت تحلم به في تونس وبقيت قرطاج عصية على الانقلاب رغم كل الأموال التي ضختها. سار الاختراق الإماراتي على ثلاث واجهات أساسية وهي الواجهة الأمنية والواجهة السياسية والواجهة الإعلامية.
أمنيا آوت أبو ظبي قيادات أمنية تنتمي إلى بنية نظام الرئيس الهارب بن علي وهي القيادات التي أشرفت على عمليات الفوضى والتخريب التي عرفتها تونس خلال السنوات التي تلت ثورة الحرية والكرامة. سياسيا دعمت أبو ظبي أحزابا بعينها وهي أحزاب يعرفها التونسيون بأسمائها حيث حصلت قيادات هذه الأحزاب على أموال طائلة وتميزت بخطابها المعادي للثورة ولخصوم الإمارات لكنها أحزاب بقيت تفتقر للقاعدة الشعبية رغم كل الدعم المرصود. أما إعلاميا فقد نجحت الإمارات في شراء صحف وقنوات تلفزية ومنابر إعلامية معلومة بأسمائها وهي أذرع لا هم لها إلى شيطنة خصوم الإمارات وضرب الثورة ومكاسبها.
اليوم ينقلب السحر على الساحر وتكتشف الإمارات أن كل مغامراتها في المنطقة العربية آلت إلى الفشل الذريع وأنّ درس تونس ليس إلا أول الدروس.
بقلم : محمد هنيد
طالبت تونس باعتذار علني يرد الاعتبار للسيادة الوطنية ولصورة الدولة التي انتهكها القرار الإماراتي. هذا المطلب شكل سابقة في العلاقات العربية العربية الأخيرة خاصة بعد الجموح الكبير الذي ميز سياسة هذه الدولة سواء في محيطها الإقليمي وما صنعته من أزمات عبر حصار قطر أو عبر دعم الانقلاب المصري أو من خلال انتهاك السيادة اليمنية. دولة الإمارات لم تكن غائبة عن الملف الليبي بل ساهمت بشكل كبير في زرع الفوضى وفي ذبح ربيع ليبيا.
قادت دولة الإمارات أمواج الثورة المضادة وحققت نجاحات كبيرة في تدمير الربيع العربي وفي تخريب الدول التي طالبت شعوبها بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. اعتقدت أبو ظبي أن المال السياسي الفاسد قادر على منحها القدرة على التحكم بالمنطقة وعلى إدارة مصير الشعوب عبر شراء نخب عربية أمنية وعسكرية وسياسية قبلت بيعَ أوطانها مقابل حفنة من الدولارات.
لم تنجح دولة الإمارات في تحقيق الاختراق الذي كانت تحلم به في تونس وبقيت قرطاج عصية على الانقلاب رغم كل الأموال التي ضختها. سار الاختراق الإماراتي على ثلاث واجهات أساسية وهي الواجهة الأمنية والواجهة السياسية والواجهة الإعلامية.
أمنيا آوت أبو ظبي قيادات أمنية تنتمي إلى بنية نظام الرئيس الهارب بن علي وهي القيادات التي أشرفت على عمليات الفوضى والتخريب التي عرفتها تونس خلال السنوات التي تلت ثورة الحرية والكرامة. سياسيا دعمت أبو ظبي أحزابا بعينها وهي أحزاب يعرفها التونسيون بأسمائها حيث حصلت قيادات هذه الأحزاب على أموال طائلة وتميزت بخطابها المعادي للثورة ولخصوم الإمارات لكنها أحزاب بقيت تفتقر للقاعدة الشعبية رغم كل الدعم المرصود. أما إعلاميا فقد نجحت الإمارات في شراء صحف وقنوات تلفزية ومنابر إعلامية معلومة بأسمائها وهي أذرع لا هم لها إلى شيطنة خصوم الإمارات وضرب الثورة ومكاسبها.
اليوم ينقلب السحر على الساحر وتكتشف الإمارات أن كل مغامراتها في المنطقة العربية آلت إلى الفشل الذريع وأنّ درس تونس ليس إلا أول الدروس.
بقلم : محمد هنيد