تتواصل بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي فعاليات مهرجان أبوظبي للشعر في نسخته الأولى، والتي تشهد مشاركة عدد من المؤسسات الثقافية والجمعيات الأدبية ودور النشر التي تعنى بالشعر العربي الفصيح والشعبي من مختلف بلدان الوطن العربي بشكل عام ومن منطقة الخليج بشكل خاص.

وقد تألق الشعر القطري خلال الأمسية الشعرية التي شهدها مركز أبو ظبي الوطني للمعارض مساء أول أمس بمشاركة الشاعر ناصر الوبير الشمري الذي ألهب حماس الحضور بقصائده المميزة وحضوره الكبير، حيث شارك الوبير مع عدد من الشعراء في الامسية التي شهدت حضوراً جماهيرياً حاشداً، وهؤلاء الشعراء هم: محمد بن طريش الكعبي، محمد جار الله السهلي، عبد الرحمن الشمري، محمد بن حماد الكعبي، علي الغنبوصي والشاعر القطري ناصر الوبير.

وأعرب الوبير عن سعادته بالمشاركة في فعاليات النسخة الأولى من مهرجان أبو ظبي للشعر والذي يعبر عن اهتمام كبير بالشعر وخاصة الشعر الشعبي الذي يحظى باهتمام الجمهور، ووجه الشمري التحية إلى سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الذي يقام المهرجان تحت رعايته وبحضوره، مشيدا بالاهتمام الكبير الذي توليه أبو ظبي للشعر من خلال هذا المهرجان وايضا المسابقات المتعددة والمتنوعة التي تقام فيها.

ويشارك في المهرجان عدد كبير من المؤسسات، في إطار دعم الفكر والثقافة ونشر الوعي المعرفي بالإرث الشعري العربي واستكشاف القضايا والموضوعات المتعلقة به ونشر التجارب المتميزة في هذا الجانب، تحقيقاً لأهداف الاستدامة في الفكر والثقافة. ومن الجهات التي تشارك في المهرجان ديوانية شعر النبط من دولة الكويت، وجمعية الشعر والشعراء من المملكة العربية السعودية، وجمعية واحة الفكر والأدب من المملكة الأردنية الهاشمية، وجمعية الشعر الشعبي بمملكة البحرين، ومعهد الشارقة للتراث ومركز أبوظبي للغة العربية من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تلقي هذه الجمعيات والمؤسسات، من خلال مشاركتها، الضوء على المشهد الشعري والأدبي في البلدان العربية، بعرض عدد من الإصدارات والدواوين والكتب التي تتناول تاريخ ونقد الشعر وتؤرخ للشعراء لا سيما في الشعر النبطي.

وفي سياق متصل فقد أصدرت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي ديوان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي للشعر في دورته الأولى. ويضم الديوان الأعمال الشعرية الكاملة للشيخ زايد المؤسس، ويعكس الديوان جوانب مميزة تأخذ القارئ في رحلةٍ استثنائية لقائدٍ نسج وأوزن كلماته الحكيمة لتصبح قصائد بتصاويرٍ انسيابية شكلت 582 صفحة من جمع وإعداد سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر باللجنة، والدكتور غسان الحسن، المستشار الثقافي في اللجنة. وينقسم الديوان إلى قسمين، وهما القصائد الذاتية، ويبلغ عددها 71 قصيدة، و78 قصيدة متبادلة وهي عبارة عن ردود بين المغفور له وبين شعراء آخرين بأسلوب المشاكاة، والرد أو المساجلات التي تتوحد فيها القصيدتان على وزن وقافية وهي من عادات الشعراء النبطيين المتوارثة منذ القدم.


ويمكن للقرّاء والمهتمين بقصائد الشيخ زايد، اقتناء الديوان من جناح ومنصة لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ونادي تراث الإمارات ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي للشعر. كما أعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي عن إصدار نسخة من ديوان الشيخ زايد باستخدام نظام الكتابة المستخدمة للمكفوفين أو ضعاف البصر عن طريق اللمس «لغة برايل» العربية، وذلك انطلاقا من التزامها بدعم جهود تمكين أصحاب الهمم من المكفوفين وضعاف البصر الشعراء ومتذوقي الشعر، وسيتم الإعلان عن هذه النسخة وطرحها للقراء بشكل مباشر بعد إتمام إنجازه دعما لأصحاب الهمم وتشجيعاً لهم على الاهتمام بالشعر.