يأتي عيد الأضحى المبارك بفلسفته وآدابه ومعانيه ليذكرنا بمعنى الفرح في أسمى معانيه، الفرح في الطاعة والقرب من الله والفوز برضاه، والفرح لفرح الأمة إذا حققت ما تصبو إليه، والفرح بكف بكاء اليتيم وكفالته وإدخال السرور عليه، الفرح بإغناء الفقير والمسكين والمحتاج عن سؤال الناس، والفرح بنهضة الأمة وتوحدها لمواجهة ما يحاك لها من أعدائها، وهو كثير وكبير فالإسلام اليوم في مرمى المتربصين ونيران حقدهم للنيل من خاتم الرسالات وأنبلها، وأينما تلفت المسلم اليوم يجد هذا الاستهداف الأعمى الذي ما كان ليصل إلى ما نراه ونشهده لو لا حال التراخي في الدفاع عن هذا الدين العظيم.نستذكر كل ذلك في هذه الأيام المباركة، حيث تهفو القلوب إلى بيت الله الحرام، وتشتاق إلى زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالحج مهوى للأفئدة وأمن وأمان لا يخلو من راكع أو ساجد أو طائف، لكن حال الأمة كما نراه. في المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد الحرام، أدى بالأمس نحو «150» ألف مصل، صلاة عيد الأضحى المبارك، على الرغم من كل المحاولات الإسرائيلية التي دأبت على استهداف المصلين، بهدف تهويد المدينة المقدسة والنيل من المسجد الأقصى وما يعنيه من أهمية دينية على مر التاريخ، ليس لأبناء فلسطين الذين يمثلون خط الدفاع الأول عن الأقصى، وإنما للمسلمين جميعا، الأمر الذي يفرض تحقيق قدر من التكاتف والدعم والمؤازرة من شأنها جميعا حماية مقدساتنا وتمكين الشعب الفلسطيني من الثبات والدفاع عن الأقصى في مواجهة الحملة الشرسة التي يتعرض لها.