كان سهيل بن عمرو في سفرٍ هو وزوجته، وأثناء الطريق اعترضهم قطّاع الطرق، وأخذوا ما معهم من مالٍ وطعام، وجلس اللصوص يأكلون ما حصلوا عليه، فانتبه سهيل أن قائدهم لا يشاركهم الأكل..
فسأله: لم لا تأكل معهم؟
فقال: إني صائم!
فقال سهيل: تسرق وتصوم؟
فقال الرجل: إني أترك بابًا بيني وبين الله لعلي أدخل منه!
وبعدها بعامين التقى سهيل في الحج بزعيم اللصوص وكان قد تاب وترك ما كان عليه!
طبعًا لم آت بالقصة لأقول لا بأس بالجمع بين الصيام والسرقة، أو لأقول ما دمت تصلي فلا عليكَ افعلْ ما شئتَ، أو لأقول ما دام صوت القرآن في قلبك فلا تنسَ حظك من الغناء، أو لأقول هناك حج ستحجه فترجع كيوم ولدتك أمك، فلا ضير من بعض الأيمان الكاذبة، وقليل من الغش في التجارة! معاذ الله .
القصة برأيي لا يصح الاستشهاد بها إلا في باب واحد وهو: إذا لم تستطع ترك معصية ما فزاحمها بالطاعات!
إحدى أساليب الشيطان الخبيثة التي يدخل بها إلى المرء، إقناعه أن لا جدوى من الطاعات ما دام هناك معاصي، يريد أن يقنعنا أننا منافقين إذ نفعل طاعة بعد معصية، ومعصية بعد طاعة! أغلقوا هذا الباب بوجهه، ما دمتَ تشعر بالسعادة بعد الطاعة، وبالحزن والانكسار بعد المعصية فأنت على خير، لا تترك طاعة تفعلها ولو كان عندك ألف معصية، المحافظة على الطاعة مطلب، وترك المعاصي كذلك مطلب، فإذا عجزت عن المطلب الثاني فهذا ليس مبررًا لترك المطلب الأول، على العكس هذا ما يجعله أكثر إلحاحًا!
الحجاب فريضة، ولكن إن لم تقدري عليه، فهذا لا يعني أن لا تُصلي، صلي وصومي وتصدقي، وسيأتي الله بقلبك!
الصلاة فريضة، فإذا قصرتَ فيها، فضيعتَ بعضها أو كلها، فهذا لا يعني أن تترك الصيام، امشِ إلى الله على أية حال كنتَ، خطوة واحدة بقلب صادق سيهيء الله لك بها خطوة أخرى، وكما يقول الشافعي رحمه الله إذا كنت في الطريق إلى الله فاركض، فإن تعبتَ فهرول، فإن تعبتَ فامشِ، وإن تعبتَ فامشِ ولو حبوًا ولكن إياك والرجوع!
إياك أن يقنعك الشيطان أن الله لا يأبه إلا بالصديقين، ولا يفتح بابه إلا لمن بلغوا في الإيمان عتيًا، والله إنه ليأبه بكَ على أي حال كنتَ، ولا يغلق بابه في وجهك ولو بلغت ذنوبك عنان السماء، المهم ألا تكابر وتتجبر، ما دمت منكسرًا خجلًا من نفسك، تحب الخير ولو لم تفعله، وتكره الشر ولو فعلته، فأبشر!
تمسك بطاعتك مهما رأيتها في عينيك صغيرة، وحاول أن تتغير مهما رأيتَ ذنوبكَ كبيرة، إن الذي هيأ لك طاعة، فقد فتح بينك وبينه بابًا فلا تغلق هذا الباب!
بقلم : أدهم شرقاوي
فسأله: لم لا تأكل معهم؟
فقال: إني صائم!
فقال سهيل: تسرق وتصوم؟
فقال الرجل: إني أترك بابًا بيني وبين الله لعلي أدخل منه!
وبعدها بعامين التقى سهيل في الحج بزعيم اللصوص وكان قد تاب وترك ما كان عليه!
طبعًا لم آت بالقصة لأقول لا بأس بالجمع بين الصيام والسرقة، أو لأقول ما دمت تصلي فلا عليكَ افعلْ ما شئتَ، أو لأقول ما دام صوت القرآن في قلبك فلا تنسَ حظك من الغناء، أو لأقول هناك حج ستحجه فترجع كيوم ولدتك أمك، فلا ضير من بعض الأيمان الكاذبة، وقليل من الغش في التجارة! معاذ الله .
القصة برأيي لا يصح الاستشهاد بها إلا في باب واحد وهو: إذا لم تستطع ترك معصية ما فزاحمها بالطاعات!
إحدى أساليب الشيطان الخبيثة التي يدخل بها إلى المرء، إقناعه أن لا جدوى من الطاعات ما دام هناك معاصي، يريد أن يقنعنا أننا منافقين إذ نفعل طاعة بعد معصية، ومعصية بعد طاعة! أغلقوا هذا الباب بوجهه، ما دمتَ تشعر بالسعادة بعد الطاعة، وبالحزن والانكسار بعد المعصية فأنت على خير، لا تترك طاعة تفعلها ولو كان عندك ألف معصية، المحافظة على الطاعة مطلب، وترك المعاصي كذلك مطلب، فإذا عجزت عن المطلب الثاني فهذا ليس مبررًا لترك المطلب الأول، على العكس هذا ما يجعله أكثر إلحاحًا!
الحجاب فريضة، ولكن إن لم تقدري عليه، فهذا لا يعني أن لا تُصلي، صلي وصومي وتصدقي، وسيأتي الله بقلبك!
الصلاة فريضة، فإذا قصرتَ فيها، فضيعتَ بعضها أو كلها، فهذا لا يعني أن تترك الصيام، امشِ إلى الله على أية حال كنتَ، خطوة واحدة بقلب صادق سيهيء الله لك بها خطوة أخرى، وكما يقول الشافعي رحمه الله إذا كنت في الطريق إلى الله فاركض، فإن تعبتَ فهرول، فإن تعبتَ فامشِ، وإن تعبتَ فامشِ ولو حبوًا ولكن إياك والرجوع!
إياك أن يقنعك الشيطان أن الله لا يأبه إلا بالصديقين، ولا يفتح بابه إلا لمن بلغوا في الإيمان عتيًا، والله إنه ليأبه بكَ على أي حال كنتَ، ولا يغلق بابه في وجهك ولو بلغت ذنوبك عنان السماء، المهم ألا تكابر وتتجبر، ما دمت منكسرًا خجلًا من نفسك، تحب الخير ولو لم تفعله، وتكره الشر ولو فعلته، فأبشر!
تمسك بطاعتك مهما رأيتها في عينيك صغيرة، وحاول أن تتغير مهما رأيتَ ذنوبكَ كبيرة، إن الذي هيأ لك طاعة، فقد فتح بينك وبينه بابًا فلا تغلق هذا الباب!
بقلم : أدهم شرقاوي