كان ياسر عرفات رحمه الله يقول نحن كطائر الفينيق ننهض من الرماد... كلما اعتقد عدونا أننا انتهينا نخرج له من حيث لا يحتسب.. خلال العامين الماضيين نهض الجيل الفلسطيني السابع منذ اغتصاب فلسطين ليشكل كتائب الأقصى وكتائب جنين وعرين الأسود ويتوج هدفه بالسابع من أكتوبر بنفض رماد الحصار باجتياح قوة غزة الإسرائيلية ومستعمرات غلافها مما جعل أكبر الصحف الإسرائيلية تعترف بما كان يقوله أبو عمار بعد طرد الثورة من العواصم العربية، فهذه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تقول في افتتاحيتها
«الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم»!
لقد كانت الصدمة في عيد العرش السابع من أكتوبر مروعة فلم يكن أحد يصدق أن افتتاحية أكبر جريدة إسرائيلية اليوم تقول الحقيقة عن الفلسطينيين وأنهم شعب من أفضل شعوب الأرض الذين هبوا للدفاع عن حقوقهم بعد أكثر من سبعين عاماً وكأنهم رجل واحد... اسمحوا لي أن أعيد نشر هذه الافتتاحية لنعرف كم هم يعرفون الحقيقة:
يقول الكاتب: أثناء الحرب على غزة وإطلاق صواريخ المقاومة علينا !!!
خسارتنا كل ثلاثة أيام 912 مليون دولار من طلعات الطائرات وثمن صواريخ الباتريوت وتزويد الآليات بالوقود واستهلاك ذخيرة.. ناهيك عن تعطل الحركة التجارية وهبوط البورصة.
- إننا نتعرض لحرب لسنا من نديرها.. وبالتأكيد لسنا من ينهيها خاصة وأن المدن العربية في إسرائيل فاجأت الجميع بهذه الثورة العارمة ضدنا بعد أن كنا نظن أنهم فقدوا بوصلتهم الفلسطينية...
- هذا نذير شؤم على الدولة التي تأكد سياسيوها أن حساباتهم كانت كلها مغلوطة وسياساتهم كانت تحتاج لأفق أبعد مما فكروا فيه...
- إنهم فعلا أصحاب الأرض ومن غير أصحاب الأرض يدافع عنها بنفسه وماله وأولاده بهذه الشراسة وهذا الكبرياء والتحدي...
- جيوش دول بكامل عتادها لم تجرؤ على ما فعلته المقاومة الفلسطينية في أيام معدودات، فقد سقط القناع عن الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر وأصبح يقتل ويخطف؛
وطالما أن تل أبيب ذاقت صواريخ المقاومة فمن الأفضل أن نتخلى عن حلمنا الزائف بإسرائيل الكبرى ويجب أن تكون للفلسطيني دولة جارة تسالمنا ونسالمها وهذا فقط يطيل عمر بقائنا على هذه الأرض بضع سنين، وأعتقد بأنه ولو بعد ألف عام هذا إن استطعنا أن نستمر لعشرة أعوام قادمة كدولة يهودية فلا بد أن يأتي يوم ندفع فيه كل الفاتورة، فالفلسطيني سيبعث من جديد ومن جديد ومن جديد وسيأتي مرة راكبا فرسه متجها نحو تل أبيب.
انتهى الكاتب..
فأعدوا خيولكم
فالخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.