+ A
A -
كنت سعيدا وأنا ممسك بيد والدي في الطريق لصلاة أول جمعة في حياتي.. كنت طفلا، أوقفني صاحب عمامة اسمه الشيخ «ابو كامل» تم توظيفه للتأكد من أن المصلين قد «اخذوا زينتهم» وخاصة الأطفال.. فاقتربت منه حين دعاني فاقترب واشتم ثوبي.. ثن رقبتي ثم «دلاقاتي» أي الجرابين- الشرابات- وقال: نعيما.. فقد حرص والداي رحمهما الله- أن يعلمانني الدرس الأول في الذهاب إلى المسجد هو أن انفذ الامر الالهي امتثالا لالقوله سبحانه وتعالي «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» كما تعلمت من ذلك اليوم ارتداء الثوب الابيض حين الذهاب للصلاة حين قال الشيخ ابو كامل رحمه الله: احسنت بارتداء الثوب الابيض فانه امتثال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن من خير أكحالكم الإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر» وكم اعجبني هذا المشهد في مركز إسلامي اوروبي حين رأيت جميع المصلين قد ارتدوا الثوب الابيض وتكحلوا بالأثمد.. والاثمد حجر كحل يأتي من اصفهان وبلاد الشام والحجاز وفيه فائدة طبية..
بالامس حين ركعت في احد المساجد كدت اختنق من رائحة كريهة علقت بالسجادة من «دلاقات» أو جرابين رجل يبدو أنه لم يغيرها منذ سنة..فطار خشوعي.. وعلى مدى الركعات الاربع من صلاة الظهيرة وانا اغوص في قوله سبحانه وتعالى «خذوا زينتكم»...
اقتربت من الامام وهمست في اذنه وقلت له الرسول عليه الصلاة والسلام اوصى بارتداء الثوب الابيض في الصلاة.. ليتك تنبه المصلين إلى ذلك.. فقال: الحمد لله انهم يأتون للصلاة.. فلا تنفرهم يا رجل..
قلت: إذن ليأخذوا زينتهم يوم الجمعة.. ولننبههم إلى ذلك بأن من يأتي برائحته النتنة لا تقبل منه طاعة أو اجره ناقص.. ودخلنا في حوار حول الزينة انتهى إلى أن قرر الإمام أن تكون حطبته لاصحاب الملابس الملونة والذين يأتون بالشورت والتي شيرت قط مما يفسد صلاة المصلين حين يرون مثل هذه المناظر..
انها عبادة وعادات تعلمناها منذ طفولتنا وباتت من الفطرة هو أن نرسل ابناءنا للمساجد وقد تزينوا..
هدانا الله وهداكم..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
24/05/2016
709