دموعنا.. نذرفها حزنا على أطفال ونساء وشيوخ تدمر فوقهم بيوت اعتقدوا أنها آمنة.. نذرفها حزنا لا خوفا ولا جبنا.. خسأ الجبناء جيش الحقد.. هذه كلمات أشار إليها وهو يودع ابنه محمود الذي استشهد مع والدته واخته.. فماذا عساي أن أقول لهذا الإعلامي الغزاوي.. بكيت مع بكائه وما بين شهقة حزن ونظرة أسى أقول له:
عزيزي وائل.. كنت أشفق عليك وأنا أتابعك على شاشة الجزيرة تصل الليل بالنهار أنتظر منك خبرا كذلك الذي نقلته في يوم السابع من أكتوبر مع انطلاق طوفان الأقصى.. كنت أتابعك وأشفق عليك وأتساءل هل انت آمن، هل عائلتك آمنة؟، كيف تحمي نفسك ؟!.. نقلت عائلتك إلى مخيم النصيرات بحثا عن الامان!!!.. مع شكوكك لا امان في ظل جيش اسرائيلي بات بلا اخلاق فاستهدف اسرتك..
نعم عزيزي نبكي إنسانية فرحا بارتقائهم شهداء... ونبكي حزنا لانهم قتلوا غدرا وهم عزل يحاولون تجنب الموت حرقا..
نحب وائل هذا الغزاوي الاصيل المهني المحترف.. ينقل الصورة ويأخذك معه إلى غزة وبيت لاهيا والنصيرات وخان يونس ودير البلح والشجاعية ،فهو يعرف غزة كما يعرف كفة يده فكان يحدد مكان القصف، واسماء العائلات التي تسكن في المنطقة... ويعرف الأحياء، ويعرف الشوارع... حتى يكاد يعرف من يسكن في كل شقة بل اظنه حين كان ينقل اخبار مجزرة يعرف من هم أصحاب الاشلاء يعرف اسماء الآباء والاطفال. كان قلبه ينفطر وهو يرى الاشلاء ويقول للمصور حمدان.. من بعيد يا حمدان.. ولن ننسى حزنه على مقر الجزيرة حين دمرته الوحشية الاسرائيلية وهو يردد (راح البرج.. راح البرج)
عزيزي وائل..
ماذا اقول لك وانت تودع اسرتك التي قضت في مجزرة النصيرات العشرين..هل ستعود خلف الشاشة تبث اخبارا عن مجازر جديده ويبكي قلبك مع كل شهيد وشهيدة حين ترى وجه ام حمزة وهي تودعك صباح كل يوم تقرأ آية الكرسي والمعوذات وتحصنك باسمه الاعظم لتعود سالما لأولادك واسرتك..؟!!
عزيزي وائل.. صدقت... نحن لا نبكي خوفا.
نحن نعرف أنهم يرتكبون المجازر.. نعرف أنهم بلا إنسانية، نعرف أنهم يحلمون أن يفيقوا يوما ويطلوا على الأمة من ركام غزة...هذا حلمهم منذ ان قالوا لموسى لن ندخلها حتى يخرجوا منها... وها هو جيشهم مذموما مدحورا يخشى ان يطرق ابواب غزة..
غزة التي ودعت حتى الآن 7000 شهيد وتداوي جراح 14 ألف مصاب معظمهم اطفال ونساء، وشيوخ سوف تبقى وفية لك تحبك كما تحبها.. مع كل صرخة مولود جديد مجاهد جديد سيقف في خط النار يوما.. ويقول وهو يطلق النار هذا من أجل عيون اسرة وائل.