القراءة عند البعض هواية وعند الآخر نشاط وعند غيرهم حياة.. هي ماتعة وممتعة.. ثرية مثرية.. تنمي العقل وتوسع المدارك وتزيد الحصيلة المعرفية وتعرفك على الجماليات عموماً.. أقرأ الكتب المتخصصة ولكن أحب القراءات المتنوعة وأميل إلى تلك التي تحلق بي نحو الأدب والفكر والسياسة والفنون وجماليات العيون وشعر قيس الموصوف بالمجنون ومن كل ينبوع قطرة.. أقرأ وكلما قرأت فهمت قليلاً وأطلب المزيد.. أقرأ الكتاب مرة ومرتين وثلاثا حتى أشبع ثم أفهم، المهم أن أقرأ.. القراءة تغير تثري تطور تحسن تعلم تهذب.. القراءة ليست محفوظات وملفوظات كما كان يقول العلامة علي الطنطاوي رحمه الله وأجزل له العطاء ووالدينا وأموات المسلمين كافة ولكنها فهم وإدراك ومداومة وتدريب على تقليب الكتاب وتلمس أوراقه.. أحب الكتب وأعشق ريحها وصرير أوراقها مثل صديقي الرشيق عبد العزيز عبدالله التربوي النظيف والمرشد الطلابي الحصيف الذي لا يشعر بمتعة قراءة الصحيفة إلا بملامستها وتحسس أوراقها وتقليبها علماً أنه يمكنه قراءتها عن طريق النت والشيخ جوجل عن طريق أجهزة الكمبيوتر التي يتقن استخدامها بحرفية عالية بالمناسبة هذا الصديق له فلسفة في الحياة وقناعات أحترمها وتحسب له وليس كغيره مع الخيل يا شقرة!!! الشاهد قبل سفرتي الأخيرة إلى اسطنبول لقضاء الإجازة القصيرة مررت على المكتبة المركزية بوزارة التعليم والتعليم العالي لاستعارة عدد من الكتب لقراءتها على كورنيش البسفور أو مرمرة في بليك دوزو وأنا أناظر البحر والورد وطيور النورس والوجه الحسن وأعني به وجه عدنان بك صديقي في اسطنبول الذي يرافقني ويؤنسني بأحاديثه الحلوة كحلاوة الكونافه التركية وراحة البلعوم الشهية.. الأخوات في المكتبة المركزية العامرة بأصناف الكتب الجديدة والتي وصلت للتو وأعلنوا عنها من قريب أعاروني كتابين رائعين «الطريق إلى الامتياز» و«الحب والتسامح» للكاتب والمحاضر الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله، كانا صاحبي في السفر كنت مستمتعاً بالغوص فيهما لأن بين سطورهما كانت الأخبار وفي نهايتهما العبر والآثار.. المكتبة المركزية بوزارة التعليم كم هي رائعة والقائمون عليها غاية في الروعة والتفاني والذوق الرفيع.. إنهن يمثلن جيلا متطورا من الموظفات الحريصات على تحسين سير العمل التقليدي بالمكتبة إنهن منظمات ومطورات ومتفانيات ويساعدنك في تسجيل الإجراءات وتوصيل الكتب أو الكتاب لغاية مكتبك بالوزارة.. جهود فردية وجماعية متناغمة هدفها راحتك وخلق بيئة موصلة للثقافة والمعرفة.. أمضيت أياماً قليلة في اسطنبول مع الحب والتسامح والطريق إلى الامتياز بطعم البورك التركي والبوظة التركية.. متعة لا أحسن وصفاً لها حتى اللحظة غير كلمة الله.. فله ورغم بساطتها إلا أنها تفيد الانبهار والإعجاب.. نفس الكلمة قلتها بعد تعاملي مع الفضليات في المكتبة المركزية بوزارة التعليم.. حقا إنهن فلة.. خدمات راقية وخدمة مميزة وحسن تعامل ولا أروع.. شكرالكم في كل لحظة ولفتة وعند كل استعارة وبوركت جهودكن وجهودكم.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي