+ A
A -
حضر الشاعر المصري اللبناني فؤاد حداد إلى الذاكرة بعد أن انتشرت قصيدته «الا فلسطين» لسيد مكاوي بعد قرار ترامب نقل سفارته إلى القدس، لتصبح الأغنية رقم واحد في مواقع التواصل والتي تقول: «عشان الأرض تتطهر ويرجع لي الشجر والدار
على طول الحدود أسهر ليالي ما تفارقش نهار
أنا الواقف في خط النار وأنا اللي حلفت بالأزهر
أنا اللي حلفت بالأزهر وبالأقصى وبأميّة
ولا تشيل أرض رجليّ وتنقل خطوتى الجاية
إلا فلسطين».
ولم نكن نعلم في الستينيات من القرن الذي مضى، حين خرجنا إلى الشوارع نغني مع عبد الحليم حافظ «قلنا حنبني وادي احنا بنينا السد العالي»، ومع سيد مكاوي «الا فلسطين، والمسحراتي»، وغيرها، ولم نسأل من كتب هذه الكلمات التي أشعلت فينا المشاعر، وحين سمعت يهوديا عام 1977 يغني الأرض بتتكلم عبري اثر زيارة السادات للكنيست الإسرائيلي فقلت له الكلمات تقول «الارض بتتكلم عربي» فقال ابلغ الكاتب أن يعيد كلماته إلى العبري وليس العربي، ولم يكن يخطر ببالي الشاعر وانما المغني والملحن، فالشاعر مظلوم ولم يعطه الإعلام حقه، وهو الشاعر فؤاد سليم حدّاد المولود بحي الظاهر بالقاهرة، والده من بلدة «عبية» بلبنان مسيحي بروتستانتي تخرج في الجامعة الأميركية في بيروت متخصصا في الرياضيات المالية ثم جاء إلى القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولى ليعمل مدرسا بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول ويحصل على لقب البكوية، ومنحته نقابة التجاريين في مصر العضوية رقم واحد، وما زالت كتبه وجداوله تدرس باسمه حتى الآن.
أما والدته فهي من مواليد القاهرة في 19 يونيو 1907م جاء أجدادها السوريون الكاثوليك إلى مصر واستقروا فيها وولد أبواها في القاهرة. أبوها من عائلة أسود التي جاءت من دمشق الشام وأمها من عائلة بولاد من حلب، وفي المعتقل تحول «فؤاد حداد» إلى الإسلام.
نشر حداد ديوانه الأول «أحرار وراء القضبان» الذي كان اسمه «افرجوا عن المسجونين السياسيين» بعد خروجه من المعتقل عام 1956، واعتقل مرة أخرى عام 1959 لمدة خمس سنوات، وخرج ليكتب في شكل جديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي، وهو شعر العامية، فكتب أشعار الرقصات مثل «الدبة» و«البغبغان» و«الثعبان» وغيرها.
كتب «المسحراتي» لسيد مكاوي 1964 وكتب له البرنامج الإذاعي «من نور الخيال وصنع الأجيال» 30 حلقة عام 1969 والذي كانت أغنية «الأرض بتتكلم عربي» قطعة منه. أصدر 33 ديوانا منها 17 ديوانا أثناء حياته والباقي بعد وفاته؛ ابنه الشاعر أمين حداد، وهو يعتبر أحد الشعراء الذين خرجوا من عباءة والده مسحراتي الشعراء، وله ابنان آخران هما سليم حداد وهو الأخ الأكبر وحسن حداد وهو الأخ الأصغر،
كان هذا الإبداع في زمن «ملايين الشعب تدق الكعب تقول كلنا جاهزين يا أهلًا بالمعارك» وليس هذا الزمن الذي يخطط للتسليم والانبطاح، سلام لروح حداد، ولروح مكاوي ولمن رفع لافتة تحيا فلسطين.
نبضة أخيرة
أيقونة عمري كاتبة إبداع، تجيد خطف القلوب... وتذوب!!
بقلم : سمير البرغوثي
على طول الحدود أسهر ليالي ما تفارقش نهار
أنا الواقف في خط النار وأنا اللي حلفت بالأزهر
أنا اللي حلفت بالأزهر وبالأقصى وبأميّة
ولا تشيل أرض رجليّ وتنقل خطوتى الجاية
إلا فلسطين».
ولم نكن نعلم في الستينيات من القرن الذي مضى، حين خرجنا إلى الشوارع نغني مع عبد الحليم حافظ «قلنا حنبني وادي احنا بنينا السد العالي»، ومع سيد مكاوي «الا فلسطين، والمسحراتي»، وغيرها، ولم نسأل من كتب هذه الكلمات التي أشعلت فينا المشاعر، وحين سمعت يهوديا عام 1977 يغني الأرض بتتكلم عبري اثر زيارة السادات للكنيست الإسرائيلي فقلت له الكلمات تقول «الارض بتتكلم عربي» فقال ابلغ الكاتب أن يعيد كلماته إلى العبري وليس العربي، ولم يكن يخطر ببالي الشاعر وانما المغني والملحن، فالشاعر مظلوم ولم يعطه الإعلام حقه، وهو الشاعر فؤاد سليم حدّاد المولود بحي الظاهر بالقاهرة، والده من بلدة «عبية» بلبنان مسيحي بروتستانتي تخرج في الجامعة الأميركية في بيروت متخصصا في الرياضيات المالية ثم جاء إلى القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولى ليعمل مدرسا بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول ويحصل على لقب البكوية، ومنحته نقابة التجاريين في مصر العضوية رقم واحد، وما زالت كتبه وجداوله تدرس باسمه حتى الآن.
أما والدته فهي من مواليد القاهرة في 19 يونيو 1907م جاء أجدادها السوريون الكاثوليك إلى مصر واستقروا فيها وولد أبواها في القاهرة. أبوها من عائلة أسود التي جاءت من دمشق الشام وأمها من عائلة بولاد من حلب، وفي المعتقل تحول «فؤاد حداد» إلى الإسلام.
نشر حداد ديوانه الأول «أحرار وراء القضبان» الذي كان اسمه «افرجوا عن المسجونين السياسيين» بعد خروجه من المعتقل عام 1956، واعتقل مرة أخرى عام 1959 لمدة خمس سنوات، وخرج ليكتب في شكل جديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي، وهو شعر العامية، فكتب أشعار الرقصات مثل «الدبة» و«البغبغان» و«الثعبان» وغيرها.
كتب «المسحراتي» لسيد مكاوي 1964 وكتب له البرنامج الإذاعي «من نور الخيال وصنع الأجيال» 30 حلقة عام 1969 والذي كانت أغنية «الأرض بتتكلم عربي» قطعة منه. أصدر 33 ديوانا منها 17 ديوانا أثناء حياته والباقي بعد وفاته؛ ابنه الشاعر أمين حداد، وهو يعتبر أحد الشعراء الذين خرجوا من عباءة والده مسحراتي الشعراء، وله ابنان آخران هما سليم حداد وهو الأخ الأكبر وحسن حداد وهو الأخ الأصغر،
كان هذا الإبداع في زمن «ملايين الشعب تدق الكعب تقول كلنا جاهزين يا أهلًا بالمعارك» وليس هذا الزمن الذي يخطط للتسليم والانبطاح، سلام لروح حداد، ولروح مكاوي ولمن رفع لافتة تحيا فلسطين.
نبضة أخيرة
أيقونة عمري كاتبة إبداع، تجيد خطف القلوب... وتذوب!!
بقلم : سمير البرغوثي