من قريب شعرت بالأزيز بفقد ( أبا عبدالعزيز ).. وصلني إيميل ما معناه «وأنا أشاهد قناة الجزيرة الإخبارية.. الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات،، أردت أن أعلمكم بأن فترة انتدابي للعمل معكم قد انتهت، وهذه رسالة لا تعبر عن وداع، بل عن امتنان عميق وذكريات جميلة.. كانت فترة العمل معكم تجربة رائعة ومليئة بالتحديات وفترة من التعلم والنمو المهني.. أتشرف بكوني كنت جزءاً منكم كنا نعمل بروح الفريق الواحد المتجانس، وأنا ممتن للتجارب التي عشتها والعلاقات التي بنيتها خلال هذه الفترة، قد تكون الكلمات غير كافية للتعبير عن امتناني العميق لكم، لقد كان العمل معكم لا ينسى، أعتز بكم وبكل لحظة قضيتها بوسطكم.. لقد كنتم دعماً حقيقياً.. تركتم بصمتكم في حياتي على المستوى الشخصي والمهني.. أشكركم من القلب على دعمكم وتوجيهكم خلال فترة انتدابي من المدرسة إلى قسمكم الموقر.. وأتمنى لكم وللقسم كل أفراده وفرسانه الميامين التوفيق والنجاح في مسيرتكم المهنية الخيّرة..
وصلني الإيميل وأنا أستمع إلى أزيز طائرات يهود الصهاينة وهدير مدافعهم التي يستخدمونها ضد إخواننا في غزة الحرة العزة لحصد ما تبقى من حياة أهلها وساكنيها.. بالمناسبة الجزيرة الإخبارية المرابطة في الخندق لا الفندق لتنقل لنا الأخبار ومستجدات الأحداث بموضوعية ومهنية واحترافية بالخبر والصورة ليس بالأمر الهين.. كان الله بعونهم.. ورحم الله شهداء الأمة الأبرار من المجاهدين والمرابطين وضحايا القصف الهمجي اللاإنساني وكل مخلص صادق في نواياه قلبه وقوله ومواقفه ودعائه ونصرته كلهم في ذمة الله استودعناهم الله الذي لا تضيع ودائعه.. لقد أدرك خبراء ومتخصصو الموارد البشرية أنه مهما وضعت من خطط وخطوط وأهداف وحصلت على أحدث التقنيات التكنولوجية وبذلت جهداً فإنك لن تحقق النجاح إلا من خلال نوعية من الموظفين المناسبين «المرابطين» في أماكن العمل للتحفيز والتعزيز والإنجاز وتحقيق غير المتوقع.. وجاء ذلك في القرآن ( خير من استأجرت القوي الأمين ) هذا القوي الأمين عضوا عليه بالنواجذ لا تفرطوا فيه سواء كان موظفاً دائماً أم «منتدباً» مددوا له السنوات.. حتى يفيض بخبراته ومهاراته وحيويته.. ( أبا عبدالعزيز ) أحد هؤلاء المنتدبين إلى قسم مليء بالبرامج والأنشطة التي لا تتوقف.. أثراه بملكاته المعرفية والمهارية وخبراته الرياضية.. لأن الرجل يتمتع بالجدارة والقوة والمتابعة والتجديد في العمل.. إنه «دينامو» قدرة وقوة وموجه ومرشد ومعين ومساند «ينشد فيه الظهر» لا «خيرة ميرة» !!
كل مؤسسات العالم المتحضر تحرص على تعيين القوي الأمين لأن فيه صلاحا للمؤسسة والوزارة والقطاع والإدارة والقسم.. من الآخر أنصح «ربعنا» بالاهتمام بهذه النوعية «الفلتة» من الطاقات والكفاءات، وأنصح المسؤولين القائمين على المصلحة العامة ومن أجل المصلحة العامة عضوا على هذه النوعية بالنواجذ ولا تفرطوا بها مددوا وجددوا لهم انتدابهم للمصلحة العامة حتى تستمر المسيرة بنجاح وبتوفيق من الله ثم بهؤلاء الأوفياء الأتقياء الأنقياء.. وكلنا نحب قطر وتهمنا مصلحتها.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.
