بتطبيق «انتخب» الالكتروني للهواتف الذكية خطت سلطنة عمان خطوة للامام في العملية الانتخابية التي جرت يوم الاحد الماضي في انتخابات مجلس الشوري العماني في دورته العاشرة من خلال تبسيط الإجراءات بدون ورق أو صناديق أو تجمعات، وهي نقلة نوعية غير مسبوقة في المنطقة والعالم.وهذه الخدمة رفعت نسبة المشاركة في الانتخابات لحوالي 65 في المائة مقارنة بـ 49 في الدورة الماضية التاسعة، ولكن خسرت الوجوه النسائية لمقاعدها في هذه الدورة، رغم وجود 32 مرشحة من بين 843 مرشحا، لتخسر مقعدين كانت حققتهما في الدورة السابقة.
اعلنت النتائج واعتمدت من قبل معالي السيد وزير الداخلية رئيس اللجنة ونشرت الاسماء والصور في وسائل الاعلام المختلفة لـ 90 فائزا معظهم من الوجوة الجديدة، والذي اتاح التطبيق لجميع الناخبين البالغ عددهم اكثر من 753 ألف باختيار مرشحيهم بكل يسر وسهولة.
فالنتائج اظهرت ان العمانيين يتطلعون لمجلس شورى (المنتخب) اكثر فاعلية وحيوية ليشكل مع مجلس الدولة (المعين)؛ نقلة في العمل التشريعي خلال المرحلة القادمة، ويكون مختلفا عن المجالس السابقة من جميع النواحي.
فالناخب العماني قال كلمته بكل امانة، وغدا يتطلع لرؤية من انتخبه ممثلا له يقول كلمته في المجلس الجديد بكل شفافية وامانه وصدق، بعد ان طرأ على المنظومة الانتخابية برمتها تغيرات، وهذا ما تجسد في تطبيق (أنتخب) الذي اتاح لذوي الإعاقة البصرية (المكفوفين) ايضا وغيرهم من المشاركة وتمكينهم من عملية التصويت هذه المرة.
لذا فقوة المجلس تنبع من أعضائه 90، لا سيما وأن الصلاحيات التي يتمتع بها المجلس تُتيح له العديد من الأدوات الرقابية والتشريعية، والعمل الوطني يتطلب من جميع الاعضاء الفائزون طرح الحلول غير التقليدية، من أجل أن تنعم سلطنة عُمان بمزيد من الرخاء والنماء والاستقرار في مختلف المجالات والتعبير عن قضايا تهم المجتمع وتؤثر على استقراره الاجتماعي والاقتصادي والصحي والمالي.
وعلى الرغم من أن الحركة النيابية في سلطنة عُمان قد بدأت مبكرا في عام 1976 مع إنشاء المجالس التخصصية، إلا اننا ما زلنا نتطلع لرؤية مجلس الشورى في دورته العاشرة اكثر فاعلية ومشاركة وانجازات مع الحكومة من أجل تحقيق الأهداف الوطنية في رؤية عمان الجديدة 2040، والتفاعل الديمقراطي الحر وحرية التعبير التي تعد مسؤولية وطنية علينا جميعا المساهمة فيها بإيجابية بعيدا عن حالة التجاذب والشد والكراهية والتعصب.
ومن أجل انجاح العملية الانتخابية، وفرت الدولة كل الإمكانيات لنجاحها وعملت عبر وسائل الإعلام المختلفة لبناء وعي متقدم لاختيار الأعضاء الأكفاء وهذا ما اتضح جليا في فوز 61 عضوا جديدا بالعضوية في مشاركة وحضور قوي للناخبين وبنسبة عالية فاقت كل التصورات.
فالوجوه الجديدة والتغيير في الاعضاء هي رسائل مهمة ذو دلالة بان المواطن يتطلع خلال المرحلة المقبلة من العضو الفائز لتفعيل الأدوات البرلمانية التي كفلها لهم القانون واللوائح الداخلية للمجلس، وتحقيق الهدف من اختيارهم وان يكون لهم تأثير كبير على مختلف الأصعدة.
ومع ذلك خسرنا وجوه تستحق البقاء، وفازت وجوه تستحق الفوز، ونتطلع ان تكون الانتخابات الداخلية لاختيار رئيس المجلس لاحقا ونوابه ومكتب المجلس ولجانه محققه لتطلعات الشارع العماني، برؤية وجوه تساهم بفاعلية لمستقبل أفضل وامن لعمان، والعمل على صنع القرارات الاستراتيجية وتحقيق الإصلاح والتنمية المستدامة، ويكونوا عونا حقيقيا للحكومة والدولة خلال السنوات الاربع القادمة.. والله من وراء القصد.