+ A
A -

غداة المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، بعد قصف طيرانها الحربي المدخل الرئيسي لمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، ارتكبت هذه القوات مذبحة أخرى لا تقل بشاعة ودموية، عبر استهداف مدرسة «الفاخورة»، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا»، والتي تؤوي آلاف النازحين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة عدد كبير آخر بجروح، وقد جاءت هذه المذبحة أيضا بعد تعرض مخيم جباليا لمجزرتين إسرائيليتين يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، أسفرتا عن استشهاد وإصابة ما يزيد على «400» فلسطيني.

لم تتوقف مجازر الاحتلال في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، فقد كانت المدارس والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والمساجد والمقابر والممتلكات العامة والخاصة ضمن بؤرة الاستهداف الإسرائيلي، وجاء استهداف مدرسة الفاخورة ليخط صفحة سوداء أخرى، ليس بحق إسرائيل وحدها، وإنما بحق الدول الغربية التي ما زالت عاجزة عن إدانة قتل المدنيين العزل، وهو ما يرقى إلى درجة التواطؤ في هذا العدوان الإجرامي غير المبرر ولا المقبول، والذي يستدعي تشكيل محكمة لجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وملاحقة مرتكبي جميع المجازر هناك، لأن التقاعس عن ذلك معناه دق المسمار الأخير في نعش القانون الدولي الذي تعرض لأكبر انتكاسة على مر التاريخ، الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي التحرك قبل فوات الأوان، انطلاقا من مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والإنسانية.

copy short url   نسخ
05/11/2023
95