من المؤسف للغاية أن تمضي دعوة وزير التراث في حكومة الاحتلال الإسرائيلي لضرب قطاع غزة بقنبلة نووية دون ردود فعل مواتية من الدول الغربية، وهو صمت مريب يستدعي التوقف أمامه مليا على اعتبار أنه يعطي المزيد من الإشارات على الدعم غير المحدود للعدوان على غزة، بما في ذلك استهداف المدنيين الأبرياء.
لم يكن ما قاله الوزير الإسرائيلي «زلة لسان» فهو يعبر عن مدى الوحشية الإسرائيلية في الحرب على غزة، ويعبر أيضا عن «السيناريوهات» المطروحة والمتداولة بين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وفي كل الأحوال فإن ما تعرضت له غزة حتى الآن يوازي فعليا ضربها بقنبلة نووية، ووفق وزارة الداخلية بغزة، فقد ألقت القوات الإسرائيلية أكثر من «25» ألف طن من المتفجرات منذ بدء العدوان على غزة، بمعدل ألف طن من المتفجرات يوميا، وهذه الأطنان من المتفجرات تفوق قدرة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما، صبيحة يوم السادس من أغسطس عام «1945»، وكانت ذات قوة تفجيرية مقدارها «20» ألف طن، دون احتساب القصف الوحشي وغير المسبوق الذي تعرضت له غزة خلال اليومين الماضيين، وخاصة مساء الأحد، وهو أمر كان يتعين أن يثير حفيظة الغربيين الذين اكتفوا حتى الآن بدعوات باردة لـ «تقليل القتلى من المدنيين»، عوضا عن معارضة استهدافهم بشكل تام، عبر مواقف واضحة وتحركات ملزمة، خاصة وأن غالبية الضحايا من الأطفال والنساء.
ما نشهده وحشية وهمجية قلما شهد العالم لهما مثيلا، وما يقوله الغرب يعبر عن تواطؤ وشراكة كاملة في هذه المذبحة المروعة.