+ A
A -
انطلقت في واشنطن يوم 30 من شهر يناير فعاليات الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي في واشنطن بمشاركة وفود رفيعة من كلا البلدين سواء على مستوى الوزراء أو رجال الأعمال. وأكد الجانب الأميركي على لسان وزير الخارجية على نقطتين أساسيتين: وهما أولا التزام الولايات المتحدة بسيادة دولة قطر ثم التأكيد على جودة مناخ الاستثمار بين البلدين خاصة بفعل الحرفية والالتزام التي تميز الجانب القطري في التعامل مع الطرف الأميركي وأساسا على مستوى احترام العقود. كما أكد الطرفان على جهودهما المشتركة في مكافحة الإرهاب ومكافحة التلاعب بأسعار النفط والغاز.
هذه المعطيات الأخيرة تؤكد جملة من الملاحظات كما تسمح بإبداء مجموعة من الخلاصات التي لا تنفصل عن سياق الأزمة الخليجية وتطوراتها المتسارعة:
• تمثل العلاقات الأميركية الخليجية واقعا أساسيا في العلاقات الخارجية الأميركية خاصة بسبب جملة من الشروط الجغرافية والاقتصادية. وهي علاقة لا تخضع للمعطيات الحادثة والأزمات الطارئة بقدر ما تندرج في إطار رؤية استراتيجية بعيدة المدى للسياسة الأميركية.
• لا تنظر الولايات المتحدة إلى الخليج العربي كمجموعة من الكتل والكيانات السياسية المنفصلة بل هي تتعامل معه باعتباره كيانا واحدا على مستوى الرؤية العامة وعلى مستوى شروط التعامل ومبادئها. وهي رؤية تختلف عن كيفية تواصل الدول العربية وخاصة الخليجية مع الولايات المتحدة حيث تؤسس علاقتها بها على التعامل الخاص الخاضع لشروط وصلات ذاتية لا على التعامل الموضوعي الخاضع لشروط ومبادئ واقعية.
• المبادرة القطرية الأميركية مؤشر على بلوغ الأزمة الخليجية أقصى مستوياتها وأنها بلغت طريقا مسدودا بل على العكس من ذلك فإنها صارت تؤثر سلبا وبقوة على كثير من المعطيات والملفات الإقليمية اقتصاديا وسياسيا.
• لم تحقق مجموعة دول حصار قطر المكاسب والغايات التي خططت لها بسبب نجاح الإدارة القطرية للأزمة وتمكنها من امتصاص آثارها الجانبية بسرعة. بل على العكس من ذلك فقد أضعفت الكيان الخليجي بما هو حليف أساسي للولايات المتحدة ومنحت كيانات إقليمية أخرى دفعة كبيرة وخاصة إيران وتركيا وروسيا وإن اختلفت الأدوار والأهداف.
• إن وعي الإدارة الأميركية خاصة في شقها الدبلوماسي بالآثار الجانبية السلبية للأزمة قد يحتم التسريع في إنهائها خاصة مع التراجع الكبير في شعبية الرئيس الأميركي دوليا.
تحتم هذه التطورات على الدول الخليجية مراجعة سياساتها البينية التي كلّفت المنطقة وشعوبها خسائر مادية ومعنوية باهظة. وعليها أيضا أن تؤسس لرؤية جديدة لعلاقاتها الخارجية إن هي أرادت الخروج سالمة من العواصف التي تضرب المنطقة.
بقلم:محمد هنيد
هذه المعطيات الأخيرة تؤكد جملة من الملاحظات كما تسمح بإبداء مجموعة من الخلاصات التي لا تنفصل عن سياق الأزمة الخليجية وتطوراتها المتسارعة:
• تمثل العلاقات الأميركية الخليجية واقعا أساسيا في العلاقات الخارجية الأميركية خاصة بسبب جملة من الشروط الجغرافية والاقتصادية. وهي علاقة لا تخضع للمعطيات الحادثة والأزمات الطارئة بقدر ما تندرج في إطار رؤية استراتيجية بعيدة المدى للسياسة الأميركية.
• لا تنظر الولايات المتحدة إلى الخليج العربي كمجموعة من الكتل والكيانات السياسية المنفصلة بل هي تتعامل معه باعتباره كيانا واحدا على مستوى الرؤية العامة وعلى مستوى شروط التعامل ومبادئها. وهي رؤية تختلف عن كيفية تواصل الدول العربية وخاصة الخليجية مع الولايات المتحدة حيث تؤسس علاقتها بها على التعامل الخاص الخاضع لشروط وصلات ذاتية لا على التعامل الموضوعي الخاضع لشروط ومبادئ واقعية.
• المبادرة القطرية الأميركية مؤشر على بلوغ الأزمة الخليجية أقصى مستوياتها وأنها بلغت طريقا مسدودا بل على العكس من ذلك فإنها صارت تؤثر سلبا وبقوة على كثير من المعطيات والملفات الإقليمية اقتصاديا وسياسيا.
• لم تحقق مجموعة دول حصار قطر المكاسب والغايات التي خططت لها بسبب نجاح الإدارة القطرية للأزمة وتمكنها من امتصاص آثارها الجانبية بسرعة. بل على العكس من ذلك فقد أضعفت الكيان الخليجي بما هو حليف أساسي للولايات المتحدة ومنحت كيانات إقليمية أخرى دفعة كبيرة وخاصة إيران وتركيا وروسيا وإن اختلفت الأدوار والأهداف.
• إن وعي الإدارة الأميركية خاصة في شقها الدبلوماسي بالآثار الجانبية السلبية للأزمة قد يحتم التسريع في إنهائها خاصة مع التراجع الكبير في شعبية الرئيس الأميركي دوليا.
تحتم هذه التطورات على الدول الخليجية مراجعة سياساتها البينية التي كلّفت المنطقة وشعوبها خسائر مادية ومعنوية باهظة. وعليها أيضا أن تؤسس لرؤية جديدة لعلاقاتها الخارجية إن هي أرادت الخروج سالمة من العواصف التي تضرب المنطقة.
بقلم:محمد هنيد