من الجو من البحر من البر ترمي الصهيونية الإسرائيلية حممها على هذه البقعة الصغيرة ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم..
حرثت الأرض وقلعت الشجر ودمرت الحجر وقتلت البشر.. لكنها لم تكسب المعركة وان عقيدتها القائمة على الابادة والتهجير وسرقة الارض التي نفذتها قبل عام 1948 واستطاعت تهجير مدن وقرى منهم هاجر إلى الأردن وإلى سوريا ولبنان والعراق ومنهم نزح إلى الضفة الغربية وغزة.. وما زالت شواهد مجازرهم ثابتة وإن كانت كل المجازر منذ عام 1936 حتى اليوم لم يصل عدد الشهداء فيها ربع عدد شهداء أم المجازر.. ففي مجزرة سوق حيفا في السادس من مارس عام 1937، حيث ألقى مجرمان من العصابة الصهيونية لانسا قنبلة على سوق حيفا، مما أدى إلى استشهاد 18 مواطناً عربياً، وأُصيب 38 بجراح وفي السادس من ديسمبر عام 1937، ألقى أحد عناصر منظمة عصابة الإنسل الصهيونية قنبلة على سوق الخضار المُجاور لبوابة نابلس في مدينة القدس، مما أدى إلى استشهاد عشرات من المواطنين العرب، وإصابة الكثيرين بجراح وفي السادس من يوليو عام 1938، فجر أفراد عصابة الإنسل الصهيونية سيارتين ملغومتين في سوق حيفا مما أدى إلى استشهاد 21 مواطنًا عربيًا، وجُرح 52 آخرون.
وألقى أحد أفراد عصابة الإنسل قنبلة يدوية أمام مساجد مدينة القدس أثناء خروج المُصلين، فاستشهد جراء ذلك 10 مواطنين، وأُصيب آخرون، وفي 13 يوليو 1938 استشهد بسوق الخضار في القدس 10 من العرب، وجُرِحَ آخرون في انفجار مروع في السوق، وفي 15 يوليو 1938 قامت عصابة الإنسل بوضع سيارة ملغومة، في سوق حيفا فاستشهد نتيجة ذلك 35 مواطنًا، وجُرِحَ 70 آخرون.
وفي 25 يوليو 1938 ألقى أحد أفراد عصابة الإنسل قُنبلة يدوية، فاستشهد نتيجة ذلك 47 شخصًا في سوق حيفا.. وفي 26 يوليو ألقى أحد أفراد عصابة الإنسل قُنبِلة يَدَوِيَة في نفس السوق، فاُستُشهِد نتيجة هذا الانفجار 34 شخصًا، وجرح 35 شخصًا.
وفي31 ديسمبر 1947 قامت عصابة البالماخ بمهاجمة بلد الشيخ- قرية تقع على جبل الكرمل- مما أدى إلى استشهاد 60 شخصًا ثم مجزرة يافا مجزرة السرايا القديمة أبريل 1948 نفذتها الهاجاناه في حيفا مما أدى إلى الحرب العربية الإسرائيلية 1948م ثم مجزرة دير ياسين أكثر من 6 آلاف شهيد ومجزرة كفر قاسم وتوالت المجازر بعد اوسلو في جنين والخليل..
لقد كانت تلك المجازر سببا في تهجير الفلسطينيين إلى مخيمات في دول الجوار.. غزة استوعبت الدرس وانه رغم المحرقة وعشرات المجازر وسقوط اكثر من 11 ألف شهيد و25 ألف جريح لم ولن تهاجر.. وستنتصر المقاومة والقادمون من بولونيا وكييف وبروكلين سيعودون من حيث أتوا..
سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطيني