هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت سكان العاصمة اللبنانية بيروت بأنهم «سيلقون مصير أهل قطاع غزة»، في حال نشبت حرب، فيما كانت المدفعية الإسرائيلية تقصف بلدات حدودية جنوبي لبنان، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي على طول الحدود.
شهية القتل لدى الإسرائيليين لم تشبعها المجازر المرتكبة في غزة، ولا جثث الأطفال الأبرياء الذين راحوا ضحية حرب وحشية غير مسبوقة، ولا الأبنية المهدمة فوق ساكنيها، ولا تدمير المستشفيات والمدارس ودور العبادة، وهم يمضون في أفعالهم الوحشية دونما رادع، فيما المجتمع الدولي يتفرج على جريمة العصر بعد أن أغمض الأعين عن كل القرارات والتشريعات التي تحرم قتل المدنيين.
أكثر من «7» آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في السجون الإسرائيلية، أما عدد الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام «1967» وحتى نهاية عام «2022» فقد بلغ نحو مليون فلسطيني، مع أكثر من خمسين ألف حالة اعتقال سجلت في صفوف الأطفال، دون أن نسمع من الدول الغربية كلمة واحدة عن ظروف احنجازهم والعسف الذي يتعرضون له، وكأنهم ليسوا من جنس البشر، وهم في العرف الإسرائيلي ليسوا كذلك، ووزير الدفاع الإسرائيلي الذي يهدد بيروت بمصير أهل غزة سبق وأن قال عنهم «حيوانات بشرية»؟، بينما دعا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إلى ضربهم بقنبلة نووية، فيما الغرب على تقاعسه بعد أن اختار دور الشريك في العدوان، ليس على غزة وأهلها فقط، وإنما على كل الشرائع والمواثيق والقوانين الإنسانية التي تعارفت عليها البشرية.