تتكشف شيئا فشيئا الدوافع الحقيقية للعدوان على غزة على النحو غير المسبوق الذي رأيناه حتى الآن، فبعد تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو التي طالب فيها بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، دعا وزيرا الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة واستيعابهم في دول العالم على اعتبار أنه «الحل الصحيح» للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
الهدف إذا تهجير سكان غزة من أجل تهويد القطاع بعد أم تم بالفعل تهويد أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة، وعندما تم استهداف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، فإن المقصود هو ما يمثله هذا المقر الذي يلعب دورا رئيسيا في مجال التنمية والإعمار، عبر الإشراف على مئات المشاريع الإنسانية ضمن خطط متكاملة، لتوفير وتلبية احتياجات سكان غزة في مختلف المجالات.
ضرب مقر اللجنة بهذا المعنى هو محاولة لضرب الأهداف الإنسانية التي تعمل عليها قطر، وهو أيضا استهداف لمحاولات التنسيق بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية والشركاء الدوليين للإفراج عن الأسرى وخفض التصعيد في القطاع، ما يعني بأن ما هو على رأس الأولويات الإسرائيلية ليس إطلاق سراح الأسرى ولا إشاعة أجواء من الأمن والاستقرار في غزة، وإنما العمل على تهجير سكان القطاع من أبناء الشعب الفلسطيني للاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية عبر القتل والتنكيل والتهجير واستهداف كل مبادرة من شأنها تحقيق السلام، وهو أيضا دليل آخر على وحشية ورعونة قوات الاحتلال واستمرارها بخرق المعاهدات والقوانين والأعراف والتشريعات الدولية.