+ A
A -

شهدت سلطنة عُمان خلال 53 عاما الماضية تحقيق العديد من الإنجازات في مسيرة نهضتها المباركة، ونجحت في تجاوز التحديات المالية والاقتصادية وتأثيرات جائحة (كوفيد 19) وغيرها الكثير، وهي تحتفل بيومها الوطني المجيد الثالث والخمسين الذي يوافق 18 نوفمبر من كل عام تدشن مرحلة أخرى من نهضة عمان المتجددة.

فالمشاريع مستمرة وفق رؤية «عُمان 2040»، والخطة المالية والاقتصادية كذلك، والتي استهلتها سلطنة عمان بانطلاق خطّة التنمية الخمسيّة العاشرة (2021-2025)، التي تحقق تطلعات البلاد التنموية وتجعلها في مصاف الدول المتقدمة بمتابعة وتوجيهات القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، الذي نجده في كل مناسبة وطنية أو لقاء بالمسؤولين أو أعيان الدولة يؤكد على ضرورة مضاعفة الجهود لتحقيق نتائج أفضل في قطاعات التنويع الاقتصادي في البلاد وتخفيف آثـار التضخم على الأوضاع المعيشية للمواطنين.

وقد تمكنت سلطنة عُمان على مدى الأعوام الثلاثة الماضية من تحقيق نتائج إيجابية في عدد من المؤشرات المالية والاقتصادية والنقدية، كما سجّل الناتج المحلي الإجمالي (116.7 مليار دولار)، بنهاية عام 2022، بمعدل نموّ بلغ 32.4 % مقارنة بعام 2021م.

وفي الشأن الخارجي حافظت سلطنة عمان على سياستها الخارجية وثوابتها القائمة على الحياد ودعم السلم، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات ومع كافة الدول الشقيقة والصديقة، كما واصلت دورها في حل الخلافات الدولية بالطرق السلمية من خلال بث روح الوفاق والتفاهم بين الأطراف المتنازعة ووقف الحروب والنزاعات، وما إلغاء مظاهر الاحتفالات باليوم الوطني إلا وفاء لقضايا الأمة ووقفة إخاء مع المتضررين من حروب الأعداء.

فهذه البلاد العريقة والتاريخية تسير نحو الاستقرار والازدهار، ومن المؤمل أن تكون لها مكانة عالية في الاستثمار والاقتصاد العالمي في المستقبل القريب بإذن الله، من خلال ما تنتهجه من قرارات وتصحيح لبعض المسارات لينعم المواطن والمستثمر بالخيرات والاطمئنان على وضعه المادي والاجتماعي.

فثرواتنا الطبيعية الجيولويجية والبحرية والهيدروجين الأخضر، وموقعنا الجغرافي غير المستغل حتى الآن ومواردنا الطبيعية، وإرثنا الحضاري العريق وغيرها عوامل اطمئنان وإصلاح وتمكين لتعزيز المستوى المعيشي للمواطن وجلب الاستثمارات والمصانع، وجميعها ثروات لا تقدر بثمن لإنعاش الاقتصاد وتغطية الإنفاق وتقليل التضخم. فبلادنا مهيأة لاستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين، ومهيأة لتكون دولة سياحية متميزة.

ونحن على ثقة بأن سلطنة عمان تسير بخطى وثقة تامة نحو أهدافها الوطنية المرسومة، من خلال مسارات متعددة تهدف إلى مزيد من التقدم والازدهار لشعبها أولا من خلال مواجهة التحديات والمديونية بأقل الأضرار، وتحقيق مؤشرات إيجابية في السنوات القليلة القادمة.

ومن هنا فإن الاحتفال باليوم الوطني على ميدان ولاية ادم بمحافظة الداخلية مدينة المؤسس الإمام أحمد بن سعيد رحمه الله، له رمزية وطنية، حيث انطلق شعاع النور والحضارة بقيادة هذا القائد الذي نشر الأمن وحفظ النظام في عُمان وأوجد النظام الإداري والعسكري وغيرها الكثير.

وللأمانة فنحن متفائلون، بقيادة السلطان هيثم بن طارق رجل المرحلة والإنجازات القادمة برؤية عمان أكثر تطورا ونموا.. والله من وراء القصد.

copy short url   نسخ
15/11/2023
85