منذ وطئت قدمي أرض قطر تعودت أن أصطحب رفيقتي «الكاميرا» وصديقي «المسجل»، وأنطلق شمالا إلى سميسمة فالخور فالذخيرة ثم إلى الغارية فالرويس ثم الشمال فأبوظلوف.. وأعود إلى عين سنان فالكعبان.. ثم أمضي إلى الدوحة أعطف على أم صلال محمد وأم صلال علي فالخريطيات.. وكانت حيث تنوخ راحلتي أجد هنا مزرعة وهناك روضة وهناك عزبة تفتح أبوابها لأستريح وأفرع فيها شحنات الطريق اللاهبة التي كانت تشحن جسدي لمسات نسمات الربيع المتبادلة من نسيم البحر أشعر بالراحة فأستلقي وأذهب في إغفاءة سهوة تعيد النشاط لأواصل الرحلة في اليوم التالي إلى الشيحانية فالخريب والعطورية والجميلية فحوافر الخيل وعودة إلى دخان ثم عودة إلى الدوحة لتتواصل الرحلة إلى الجنوب الوكرة والوكير ومسيعيد.. وتعود إلى الخط الدولي سلوى لتعبر القرى والمدن من دوار الناعية غالي الشيحانية والقرى المتناثرة، والإنسان القطري الكريم.. كم من حكايات صحفية في بيوت سميسمة القديمة وفي مزارع الصنع الحديثة والعتيقة وفي آبار المياه العذبة المغلقة.. تشرب الماء الزلال في مزرع السبيعي سابقا، بن قاسم لاحقا حياة جميلة هادئة هانئة.. ترى فيها الأسر القطرية تقضي أوقات فراغها في أحضان الطبيعة الجميلة..
أمس قمت في جولة لعدد من المزارع التي كنت أجد فيها راحتي.. وأتمتع في جني الخيار وغسله وتناوله مباشرة والطماطم والجرجير والبقدونس والزعتر وكثر من المنتجات التي كان يتولاها المزارع القطري بنفسه يعاونه عمالة عربية وأجنبية..
أمس وجدت الحال غير الحال.. فقد تحول بعضها سكنا للعمال وبعضها لم يعد ينتج الخس ولا الملوخية ولا الطماطم ولا الزعتر البري فقد تحول إلى مقر إيواء لعمال قد يكونون يتبعون لشركات مقاولات صاحب المزرعة أو مستأجرين بالباطن أو بالمعلوم.. تغيرت ديموغرافية بعض المزارع.. التي ترى باصات تدخل وترج منها فتظن أنهم عمال الإنتاج وإذا بهم عمال يعمون في مشاريع غير زراعية..
لا بأس أن نقوم باستغلال المساحة الخالية بتوفير مساكن لعمالنا.. لكن هذه المزارع منحت من أجل توفير غذاء يحقق الاكتفاء الذاتي حين يعز الغذاء وتتوقف الدول المصدرة له عن تصديره.. فمع التنمية البشرية في الدول المصدرة الرئيسية وارتفاع مستوى المعيشة فيها.. وبات المواطن فيها يتناول ثلاث وجبات بدل وجبة واحدة أو وجبتين سوف يتحول الإنتاج إلى الاستهلاك الداخلي ومن ثم سوف ترتفع قيمة ما تصدره لأن العرض أكثر من الطلب.. علينا إعادة النظر في الإنتاج الزراعي مع ما تتميز به تربة قطر بأنها تتفلج حين تتساقط الأمطار.
بقلم : سمير البرغوثي
أمس قمت في جولة لعدد من المزارع التي كنت أجد فيها راحتي.. وأتمتع في جني الخيار وغسله وتناوله مباشرة والطماطم والجرجير والبقدونس والزعتر وكثر من المنتجات التي كان يتولاها المزارع القطري بنفسه يعاونه عمالة عربية وأجنبية..
أمس وجدت الحال غير الحال.. فقد تحول بعضها سكنا للعمال وبعضها لم يعد ينتج الخس ولا الملوخية ولا الطماطم ولا الزعتر البري فقد تحول إلى مقر إيواء لعمال قد يكونون يتبعون لشركات مقاولات صاحب المزرعة أو مستأجرين بالباطن أو بالمعلوم.. تغيرت ديموغرافية بعض المزارع.. التي ترى باصات تدخل وترج منها فتظن أنهم عمال الإنتاج وإذا بهم عمال يعمون في مشاريع غير زراعية..
لا بأس أن نقوم باستغلال المساحة الخالية بتوفير مساكن لعمالنا.. لكن هذه المزارع منحت من أجل توفير غذاء يحقق الاكتفاء الذاتي حين يعز الغذاء وتتوقف الدول المصدرة له عن تصديره.. فمع التنمية البشرية في الدول المصدرة الرئيسية وارتفاع مستوى المعيشة فيها.. وبات المواطن فيها يتناول ثلاث وجبات بدل وجبة واحدة أو وجبتين سوف يتحول الإنتاج إلى الاستهلاك الداخلي ومن ثم سوف ترتفع قيمة ما تصدره لأن العرض أكثر من الطلب.. علينا إعادة النظر في الإنتاج الزراعي مع ما تتميز به تربة قطر بأنها تتفلج حين تتساقط الأمطار.
بقلم : سمير البرغوثي