قال الدكتور بلال السالم المحاضر في المحاسبة بجامعة قطر: في غياب الأمن السيبراني تقع كل أنواع الجرائم التي تخطر على البال والتي لا تخطر على البال، جرائم سرقة الأموال من البنوك منتشرة، فإذا ما استطاع أي مجرم أو محتال الحصول على أرقام معينة في بطاقة الدفع الإلكتروني من الممكن أن يسحب أرصدة الضحية من حسابه البنكي، وهذه الجريمة وقعت وتقع كثيراً حول العالم، وفي غياب الأمن السيبراني أيضا تقع جرائم القتل، والمشكلة هنا أن الضحية هو من يجني على نفسه ويقتل نفسه كما حدث في تطبيقات ألعاب الأطفال التي انتشرت في فترة ما وتدعو الطفل إلى أن يسلك سلوكاً معيناً ثم تقوده إلى الانتحار، وتقع أيضا جرائم الاتجار بالبشر عبر المواقع الإباحية وما أكثرها على الشبكة العنكبوتية. ولذلك أصبح من الضروري على كل وزارة أو مؤسسة في الدولة تنظيم دورات تدريبية وورش لتدريب المواطنين على كيفية تحقيق كل واحد الأمن السيبراني لنفسه؛ فبإقامة هذه الدورات يستطيع الأفراد والمؤسسات حماية أنفسهم من هذه الأنواع من التهديدات من خلال اتباع سبل حفظ الأمن على الإنترنت، ويستطيع كل ولي أمر أو ربة أسرة مراقبة نشاط الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الأخرى المشبوهة إن حصل ذلك لا قدر الله. وبذلك يتم تعزيز ثقافة الأمن السيبراني.

إلى جانب هذا، يلعب الأمن السيبراني دوراً حيوياً في تعزيز الشفافية ومكافحة الاحتيال والفساد. من خلال إقامة أنظمة أمنية سيبرانية متطورة، يمكن ضمان حماية البيانات الشخصية والمؤسسية، مما يساهم في تشجيع الأفراد على الإبلاغ عن المخالفات والاحتيال المالي دون خوف من التعرض للانتقام أو انتهاك الخصوصية. وبذلك، يصبح الأمن السيبراني ليس فقط وسيلة لحماية الأصول الرقمية، بل أيضاً آلية لتعزيز النزاهة والمساءلة في المجتمع.