جاءت محادثات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مع فخامة الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، في ظل الأوضاع الحالية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من إبادة في قطاع غزة، الأمر الذي يستدعي حشد المواقف والطاقات في سبيل وقف هذه الحرب العدوانية، خاصة أن جنوب إفريقيا من بين أول الدول في العالم التي عبرت، بشكل صريح، عن إدانتها للانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وقامت بسحب دبلوماسييها من إسرائيل، اعتراضا على الممارسات الإسرائيلية، كما أن مواقف قطر راسخة وثابتة لجهة المطالبة بتحقيق سلام عادل وشامل، من شأنه وحده وضع حد لهذه الممارسات، عبر منح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام «1967»، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما جاءت هذه المحادثات الهامة لتؤكد قوة ومتانة العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين، والتي شهدت تطورا مستمرا على المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، حيث يتقاسمان رؤى مشتركة حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة والعالم.

وكما أوضح صاحب السمو، فقد تم الاتفاق على توسيع نطاق العلاقات السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى توقيع «3» مذكرات تفاهم في مجال التعليم وتمكين المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة، وإنشاء آلية للمشاورات الثنائية، ما يؤكد أن علاقات بلدينا ماضية في الطريق الصحيح، خاصة أن قطر أصبحت العام الماضي خامس أكبر شريك تجاري لجنوب إفريقيا في الشرق الأوسط، مع وجود إمكانات كبيرة لمزيد من التعاون بين البلدين.