+ A
A -

تعتبر القمة التي ستعقد بالمملكة العربية السعودية خلال الساعات القادمة والتي أطلق عليها «قمة جدة للأمن والتنمية» بمثابة النقلة النوعية في العلاقات بين الدول المشاركة فيها، لذا نأمل أن تخرج بقرارات تخدم وحدتنا وقوتنا في المقام الأول في مواجهة أعدائنا!قمة جدة تأتي وسط متغيرات متلاحقة واضطرابات وجائحة كورونا التي لا تزال آثارها باقية وإصاباتها تعاود الرجوع، وبعد جولة ناجحة لولي العهد السعودي لمصر والأردن وتركيا، وحراك دبلوماسي عربي نشط، وأيضا الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على الأمن العذائي، وما تشهده العلاقات الأميركية العربية من تجاذبات وخلافات وغيرها.لذا فزيارة الرئيس الأميركي للمملكة العربية السعودية كأول زيارة له للمنطقة تحمل في طياتها الكثير من التحليلات، والملفات التي تحملها الإدارة الأميركية لهذه القمة عديدة، والخروج منها بنتائج تعكس الواقع على الساحة الدولية هو مطلب عربي ودولي.لا سلام ولا أحلاف دون موافقة الكيان الإسرائيلي على مبادرة السلام العربية التي أطلقها المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت عام 2002، والتي تشترط إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان، مقابل اعتراف وإقامة العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل والتي نالت تاييدا عربيا.نحن على قناعة تامة بأن قادتنا أو من يمثلهم في القمة سيتمكنون من توحيد آرائهم ومعرفة ما يدور حولهم من نوايا، هدفها القفز على الواقع، وجعل إسرائيل هي المنقذ، والدولة الأكثر قدرة على مواجهة أي اعتداء على دول المنطقة، وهذا يخالف الواقع، ولنا في الأحداث الماضية الكثير من الدروس والعبر.علينا العمل على أمننا الخليجي والعربي والاهتمام بجوانب الغذاء والتنمية والصحة والتعليم، ومن هنا فإن الأمر يتطلب منا إيجاد مصانع ومشاريع عملاقة مستدامة في دولنا العربية، لتكون لدينا القدرة على مواجهة الصعاب والمتغيرات القادمة المتلاحقة بيد واحدة متماسكة وقوية وقادرة على مواجهة المحن في أي وقت كان، لضمان الرفاه والصمود ولتغطية الأمن الغذائي والدواء لبلداننا وشعوبنا العربية من الخليج للمحيط.تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وصيانة الوحدة العربية والدفع بهما نحو آفاق أرحب في الأيام القادمة، والجلوس مع إيران وغيرها للاتفاق على الكثير من القضايا، ونزع السلاح النووي الإسرائيلي، ومن ثم العمل على زيادة التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري معهما دون ضرر أو ضرار، هذا هو الأساس لتكون المنطقة آمنة ومستقرة.لذا علينا إعادة صياغة القرارات لتكون بمستوى الطموح والتطلعات في هذه القمة الهامة، وأن تكون قمة جدة هي الانطلاقة والبداية لعهد جديد لدول المنطقة والولايات المتحدة الأميركية.فكما طويت صفحات عدة خلال الشهور الماضية، نأمل برؤية انفراجة في العلاقات الأميركية العربية دون ضغوطات أو تدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتوصل لقواسم مشتركة ترضي كل الأطراف في إطار منظومة هدفها السلام والرخاء والتنمية في المنطقة والعالم.الأمن والتنمية متلازمان، وإطلاق قمة جدة بهذا الاسم يعني أن المنطقة مقبلة على نقلة نوعية في هذا الاتجاه، لإرساء دعائم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول المنطقة دون الاخلال بمرتكزات الأمن الضرورية بين دول المنطقة والحذر كل الحذر من الماسونية الجديدة وأهدافها ومن الأسد الجريح!.علينا التفكير في الأمن الغذائي والصحي، وهناك دول تستطيع تطوير بنيتها التحتية في هذا الاتجاه كالمملكة العربية السعودية ومصر وسلطنة عمان والعراق وغيرهما، لذا علينا الإسراع بالاهتمام بالزراعة والتصنيع والغذاء والدواء في المرحلة القادمة كي نخرج من عباة الدول المسيطرة على هذا السوق، ويكون لدينا أمن غذائي ولو بنسبة أربعين في المائة.أما في الجانب السياسي، فلن ترضخ الدول المشاركة في القمة للتصورات الخارجية، وعلى أميركا أن تحترم سياسة الدول وقوانينها، فالعلاقات بين الدول والشعوب تعتمد على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.لذا من المهم التركيز على الموضوعات والقضايا الملحة التي تهم دول المنطقة والولايات المتحدة الأميركية ذات الصلة، وأهمها السلم والأمن والتنمية الزراعية والأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.والواضح أن التحرك الخليجي العربي الأخير أخذ بعين الاهتمام المستجدات والمواقف الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وإذا استسلمنا للأقاويل التي لا تقدم ولا تؤخر فإننا مقبلون على مرحلة لا نعلم نتائجها مستقبلا، ولكن ما يهمنا في الأساس هو الخروج بنتائج جوهرية، لأن تجارب الماضي علمتنا الكثير، وازدواجية المعايير أصبحت مكشوفة، لذا نأمل أن يكون هناك توافق كبير في هذه القمة حول التحديات التي تواجهها دول المنطقة، والحفاظ على إنتاج النفط وسلامة مروره[email protected]

copy short url   نسخ
13/07/2022
15