+ A
A -
لما جمال العبسه كاتبة أردنية

على الرغم من مرور 40 يوما على الحرب الشعواء التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، الا ان كل يوم هناك جديد لدى آلة الحرب الصهيونية النازية المصوبة على رأس كل فلسطيني سواء في القطاع أو الضفة الغربية، وهنا تتجاوز الوحشية والهمجية معانيها البشعة لتصبح متجاوزة التخيل إلى التجسد أمام العين واضحة وضوح الشمس في كبد السماء.

آخر ما انتجته الصهيونية القميئة وتجاوز عمليات شن الغارات والضرب بالصواريخ وهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها إلى محاصرة آلاف من المرضى والجرحى والمصابين جراء عدوانهم الغاشم على القطاع في مجمع الشفاء الطبي، حتى الشهداء لم يسلموا من بطشهم، فمن يقترب منهم وإكرامهم ودفنهم معرض كي يصطف إلى جانبهم بطلقة واحدة من رصاص قناصة العدو الصهيوني المتربص لأي حركة داخل هذا المجمع الطبي.

ليس فقط هذا الأمر، بل حاصروا بالعدة والعتاد ودخلوا وفتشوا وكذبوا بتصريحات قبل الهجوم والتي بررته بوجود عناصر من المقاومة الفلسطينية تختبئ داخلها وبين المرضى والمصابين، الكثير الكثير.. وما زال ضمير العالم أخرس لا يتكلم، فالقاتل مجني عليه.. والضحية هي الجاني المعاقب بأبشع أساليب العقاب، والغرب على رأسه واشنطن لا يرى ولا يصدق الا ما تقوله ربيبته اسرئيل الصهيونية فهما خرجا من رحم واحد وكلاهما يحمي مصالح الآخر على اختلافها، والجميع دونهما يجب أن يدفع ثمن هذه العلاقة الشاذة بين الطرفين، إلا أن ما حدث ويحدث في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة الصامت حرّر شعوب العالم دون مبالغة.

هذه الحرب الشعواء حولت من القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية وليست عربية فقط، بل وانها ستكون إن شاء الله بداية طريق حتى تتغير المعايير العالمية التي تتحكم بها دول الظلم والعدوان وتفرض أساليب قذرة للتعامل مع القضايا الإنسانية العادلة.

copy short url   نسخ
18/11/2023
40