ضمن فعاليات «ضيف المكتبة» التي تنظمها بشكل دوري وتستضيف من خلالها روائيين وكُتابا، احتضنت مكتبة كتارا للرواية العربية مساء أمس السبت أمسية أدبية ناقشت رواية «الذيب»، للروائي والأديب الموريتاني أحمد ولد سيدي.

وفي هذا السياق، أكد الاستاذ خالد ذياب المهندي مدير مكتبة كتارا للرواية العربية حرص المكتبة على الانفتاح على مختلف التجارب الروائية والإبداعية سواء في الساحة القطرية أو العربية. مبينا مكانة الرواية في قراءة واقع المجتمعات وهو ما يعزز من فرص الحوار والتبادل ليس فقط بين الكتاب والقراء وإنما أيضا بين القراء في ما بينهم.

وأشار المهندي إلى أن المكتبة تنفتح على مختلف فئات المجتمع سواء بدعوة الجميع لحضور ما تنظمه من جلسات أدبية مفيدة ومثرية أو بالاستعارة منها وهو ما ستشرع فيه في مستهل العام القادم.

وبدأت الجلسة التي أدارتها الصحفية والكاتبة إشراف بن مراد بقراءة نقدية عميقة قدمها الدكتور الناقد والشاعر الكبير الدي ولد آدب، عرج فيها على عنوان الرواية وما يرتبط به من لمحات ورموز، ثم فكك الرواية مبرزا أهم الجوانب الإبداعية التي تضمنتها الرواية وأسهمت في فوزها بجائزة الشارقة للإبداع العربي.

وحول الرواية وما تعالجه، أوضح الكاتب أحمد سيدي أن الرواية تصور جانبا من حياة المجتمع الموريتاني في بداية القرن العشرين، محاولة تفكيك التركيبة الاجتماعية، والانتصار لذوي المظالم الأبدية، ممن ظلمهم التاريخ رغم دورهم الكبير في المجتمع وإسهامهم الكبير والإيجابي في الحياة العلمية والثقافية والأدبية.

من هذه الجوانب المهمة التي ساهموا فيها مثلا معجزة المحظرة، التي نسفت نظرية استئثار الحواضر والمدن بالعلم والمعرفة.. فكانت البادية الموريتانية بادية عالمة، ولم يحل التنقل والترحال دون تكوين مجتمع علمي متمكن من العلوم الشرعية واللغوية في بلاد شنقيط.

وقال الكاتب إن الرواية تناولت مواضيع متعددة ومتناقضة أحيانا.. ولكن الواقع متناقض أيضا بتعبير الكاتب، لهذا كان من الطبيعي أن تتطرق الرواية إلى عدة مواضيع من بينها الحب والحرب والقضايا المرتبطة بالمجتمع والمقاومة والاستعمار، لأن هذا كله يؤثر في حياة الناس، والأعمال الأدبية عموما والسردية على وجه الخصوص ينبغي أن تكون وفية لبيئتها، لتعكس ما هو إيجابي وتنتقد ما هو سلبي.