يمثل مصطلح الأمن الإقليمي العربي أحد أهم المصطلحات والمفاهيم تداولا ورواجا اليوم على مختلف المنابر ومنصات التواصل الرسمية وغير الرسمية.
ولعلّ أول الملاحظات المتعلقة بهذا المصطلح هو أنه مصطلح شديد التركيب وذلك لسبب أوّلي يتجلى في صدوره عن مجالات وقطاعات وميادين مختلفة بشكل يُكسبه في كل مرة خصائص جديدة ويصعّب مهمة تعريفه تعريفا دقيقا.
فالأمن مركّب ويشمل الأمن العسكري والأمن الغذائي والأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن اللغوي وغيرها من التجليات الأخرى.
من جهة أخرى يشكل تعريف الأمن في حدّ ذاته تحديا لغويا دلاليا في آن خاصة من جهة الأبعاد المشمولة باللفظ سواء كان فردا أو مجموعة أو دولة أو حضارة أو فكرة أو عقيدة.
فإذا كان اللفظ مرتبطا في دلالته اللغوية المباشرة بمعنى السلامة وسيادة القانون والنظام والعدل فإن مبحث الدلالة إنما يتشكل كذلك في التعريف بالسلب.
فالأمن يؤشر على غياب الخطر وغياب الفوضى وغياب كل تهديد من شأنه أن يضر بسلامة الفرد والمجموعة أو أن يهدد سلامة المقصود باللفظ.
يمثل الأمن اليوم هاجسا أساسيا للنظام الدولي الذي يجعل من محاربة الإرهاب حربا كونية لأنها تهدد الأمن العالمي. لكن إذا كانت للنظام الدولي بما هو نظام استعماري أجندة خاصة من خلال الحرب على الإرهاب فإن النظام الرسمي العربي لم يحدد بعد أولوياته ولا أهدافه من خلال هذه الحرب.
اليوم يكاد يتفق النظام العربي مع الرؤية الأميركية الغربية في الحرب على الإرهاب بما هي حرب غامضة لا تكشف أبعادها وأهدافها الحقيقية. بناء عليه أصبح الأمن الإقليمي العربي جزءا من الأمن الأميركي الذي تختلف خصائصه بشكل كبير عن الأمن العربي. هذا الانخراط العربي الرسمي في الأجندات الأمنية الدولية هو الذي يجعل كل المقاربات الأمنية العربية مقاربات وهمية لأنها لا تستند على قراءة مستقلة لمفهوم الأمن الإقليمي.
إضافة إلى انخراطها غير المشروط في الرؤية الأميركية للأمن فإن الأنظمة العربية تتفادى الحديث في الأسباب العميقة للإرهاب وخاصة أسبابه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لا تتحدث الأنظمة العربية عن كبت الحريات وقمعها وعن البطالة والتهميش والفقر والفساد ودورها في نمو التطرف وتفشي العنف باعتبارها روافد أساسية للظاهرة الإرهابية المهددة للأمن الإقليمي والدولي معا.
إن كل تحديد لشروط الأمن الإقليمي العربي لا يأخذ في الاعتبار تعريف الظاهرة الإرهابية ووضع سلامة المجتمعات العربية في صدارة أولوياته إنما يمثل نسخة مشوهة لأمن منظومات أخرى لا تمت للعرب والمسلمين بصلة.
بقلم : محمد هنيد
ولعلّ أول الملاحظات المتعلقة بهذا المصطلح هو أنه مصطلح شديد التركيب وذلك لسبب أوّلي يتجلى في صدوره عن مجالات وقطاعات وميادين مختلفة بشكل يُكسبه في كل مرة خصائص جديدة ويصعّب مهمة تعريفه تعريفا دقيقا.
فالأمن مركّب ويشمل الأمن العسكري والأمن الغذائي والأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن اللغوي وغيرها من التجليات الأخرى.
من جهة أخرى يشكل تعريف الأمن في حدّ ذاته تحديا لغويا دلاليا في آن خاصة من جهة الأبعاد المشمولة باللفظ سواء كان فردا أو مجموعة أو دولة أو حضارة أو فكرة أو عقيدة.
فإذا كان اللفظ مرتبطا في دلالته اللغوية المباشرة بمعنى السلامة وسيادة القانون والنظام والعدل فإن مبحث الدلالة إنما يتشكل كذلك في التعريف بالسلب.
فالأمن يؤشر على غياب الخطر وغياب الفوضى وغياب كل تهديد من شأنه أن يضر بسلامة الفرد والمجموعة أو أن يهدد سلامة المقصود باللفظ.
يمثل الأمن اليوم هاجسا أساسيا للنظام الدولي الذي يجعل من محاربة الإرهاب حربا كونية لأنها تهدد الأمن العالمي. لكن إذا كانت للنظام الدولي بما هو نظام استعماري أجندة خاصة من خلال الحرب على الإرهاب فإن النظام الرسمي العربي لم يحدد بعد أولوياته ولا أهدافه من خلال هذه الحرب.
اليوم يكاد يتفق النظام العربي مع الرؤية الأميركية الغربية في الحرب على الإرهاب بما هي حرب غامضة لا تكشف أبعادها وأهدافها الحقيقية. بناء عليه أصبح الأمن الإقليمي العربي جزءا من الأمن الأميركي الذي تختلف خصائصه بشكل كبير عن الأمن العربي. هذا الانخراط العربي الرسمي في الأجندات الأمنية الدولية هو الذي يجعل كل المقاربات الأمنية العربية مقاربات وهمية لأنها لا تستند على قراءة مستقلة لمفهوم الأمن الإقليمي.
إضافة إلى انخراطها غير المشروط في الرؤية الأميركية للأمن فإن الأنظمة العربية تتفادى الحديث في الأسباب العميقة للإرهاب وخاصة أسبابه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لا تتحدث الأنظمة العربية عن كبت الحريات وقمعها وعن البطالة والتهميش والفقر والفساد ودورها في نمو التطرف وتفشي العنف باعتبارها روافد أساسية للظاهرة الإرهابية المهددة للأمن الإقليمي والدولي معا.
إن كل تحديد لشروط الأمن الإقليمي العربي لا يأخذ في الاعتبار تعريف الظاهرة الإرهابية ووضع سلامة المجتمعات العربية في صدارة أولوياته إنما يمثل نسخة مشوهة لأمن منظومات أخرى لا تمت للعرب والمسلمين بصلة.
بقلم : محمد هنيد