حققت دولة قطر نجاحا مشهودا في جهود الوساطة المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية، أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في غزة، تستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد، وهو نجاح آخر كبير للدبلوماسية القطرية وجهود الوساطة، ما كان ليتحقق لولا الثقة الدولية بقدرات قطر الدبلوماسية، وحرصها على تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وكما أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فإن الأمل معقود في أن تؤسس هذه الهدنة لاتفاق شامل ومستدام، يوقف آلة الحرب ونزيف الدماء، ويفضي إلى محادثات جادة لعملية سلام شامل وعادل، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

لقد عملت قطر، منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، من أجل إيقاف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتحركت بكثافة في سبيل دفع المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان ونزيف الدم وإدخال المساعدات، من خلال المشاورات والاتصالات التي تجريها مع مختلف المسؤولين الدوليين والمنظمات الإقليمية والأممية، واليوم.. أثمر كل ذلك عن هدنة مؤقتة قابلة للتمديد، تشكل خطوة أولى مهمة على طريق وقف هذه الحرب، والتأسيس لمرحلة جديدة تفضي إلى محادثات سلام، من شأنها وحدها إشاعة أجواء الأمن والاستقرار بعد عقود طويلة من الحروب والعذابات.

وبطبيعة الحال.. فإن أي حل عادل يجب أن يقوم على السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود «1967»، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يتطلع إليه العالم اليوم، وما يجب أن يضغط بكل الوسائل من أجل تحقيقه، باعتباره السبيل الوحيد لسلام دائم ومستدام.