طفله دون العاشرة، تواسي شقيقها ذا العاشرة باستشهاد شقيقهما ذي الحادية عشرة التي تقول له: «بكفي يا اخي بكفي يا اخي، راح عند بابا شهيد، الله يرحمه، لا تزعل نفسك، لا تزعل نفسك، شهيد شهيد».
دمه ينزف رافعا سبابته اليمى يتلو الشهادتين.. ويطمئن والدته بقوله «ما في شيء ما في اشي»، ويأتيك صوت الزميل وائل الدحدوح مودعا ابنه وزوجه وابنته «معليش معليش» كله فداء للمقاومة.
قوافل من الشهداء ترتقي نحو السماء في مقابر جماعية، شهيد يواسي شهيدا، سعداء بما وجدوا.. يشكرون الله على نعمائه.. وهم يرون ارتالا من قطعان الخنازير تلقى في جهنم.
من يستمع الى المجاهدين في الخطوط الامامية وقد نزلت عليهم السكينة وتلامس اياديهم يد الله، متحصنين باسم الله الاعظم.. يطمئن بأن هذه الفئة قد اختارها الله ليسيئوا وجوه الذين علوا في الارض وطغوا وبغوا.. فقتلوا النساء والشيوخ والاطفال.. وقطعوا الشجر ودمروا الحجر ولم يذروا مستشفى ولا مدرسة إلا وقد قصفوها وأغاروا عليها، وطاردوا الحوامل واعدموا الاجنة.. ودمروا المخابز وسمموا المياه.. اي وحشية هذه التي ابتلي بها اهل فلسطين.
إن المقاومة تؤمن بالنصر وانها لم تستخدم الا جزءا يسيرا من قدراتها، ولا تريد منا سوى الدعاء، واقفين راكعين ساجدين، لينصرهم الله على من عاداهم ومن خذلهم.