احتضنت مكتبة كتارا للرواية العربية مؤخرا أمسية بعنوان «قراءة تحليلية ومناقشة فيلم المخدوعون» وذلك بالتعاون مع نادي اقرأ وارتق، شارك فيها الاستاذ محمد هاشم وأدارها السيد احمد جلاجل، حضر الأمسية عدد من أعضاء النادي وجمهور السينما.
تناولت الأمسية قراءة نقدية لفيلم المخدوعون المقتبس من رواية «رجال في الشمس» للأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني الصادرة عام 1963 وأخرجه المخرج توفيق صالح.وقال الناقد محمد هاشم إن الفيلم يعد واحدا من أفضل مائة فيلم أنتجتها السينما العربية وحصد العديد من الجوائز الدولية، مشيرا إلى أن الفيلم يتناول قصة ثلاثة فلسطينيين من أجيال مختلفة، تتباين ظروفهم وحوائجهم الحياتية، الا أنهم يتشاركون في غايتهم المتمثلة في الهرب إلى الكويت أرض النفط والثروة، منوها بأن المخرج توفيق صالح أجرى بعض التعديلات أثناء كتابته للسيناريو، أبرزها أن جعل الشخصيات الثلاث تخبط على الخزّان في نهاية العمل، مستشهدا بقوله: وجدتُ وأن يكون السيناريو أكثر إنسانية وأكثر بعداً عن أي سياسة؛ لذلك ارتأيت أن يخبط الإنسان قبل أن يموت.
وأضاف أن أحداث الفيلم تحاكي حياة الشعب الفلسطيني بعد مرور عشر سنوات على النكبة، حين بدأ الفلسطينيون يستفيقون من هول الصدمة، ويدركون حقيقة ما حل بهم، بين مخيمات اللجوء والتشرد، وبين الوعود الكاذبة وضياع القضية، حيث يسلط الفيلم على التجاذبات النفسية والصراعات الداخلية التي يرزح تحتها الفلسطيني في ظل واقع مركب، وما تمخض عنه من نماذج متعددة للشخصية الفلسطينية مع تركيز واضح على شخصية الفلسطيني الذي قرر الانسحاب من الميدان والبحث عن خلاصه الفردي والانتقال من أرض الفردوس المفقود إلى ارض الفردوس الموعود، لافتا إلى ان الفيلم يركز على العلاقات المتشابكة والمتعددة التي تتمحور حول الموت الفلسطيني، ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة، إلى جانب عملية الانتقال من مكان إلى آخر في الوطن العربي مرتبطة بالحدود والوثائق.
