دخلت الهدنة في غزة حيز التنفيذ بالفعل، وأسفر يومها الأول عن تبادل «39» فلسطينيا و«13» إسرائيليا، بالإضافة إلى دخول نحو «200» شاحنة حملت المساعدات الإغاثية الضرورية، بالإضافة إلى «7» شاحنات للوقود، لكن المشهد لم يكن مدعاة للارتياح، إذ كشفت الهدنة عن حجم المذبحة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وواصلتها بتدمير مرافق المستشفيات لإخراجها تماما من الخدمة، كما فعلت بمجمع الشفاء الطبي الذي انسحبت منه أمس بعد تفجير مولدات الكهرباء ومضخات أكسجين وأجهزة طبية مختلفة.
خرج الفلسطينيون في غزة على مشهد لم يرَ العالم له مثيلا حتى في أحلك الحروب التي شهدتها البشرية، ليكتشفوا حجم الكارثة والجرائم والدمار الهائل الذي خلفته القوات الإسرائيلية في مناطق سكنهم، بالإضافة إلى عشرات الجثث المتحللة لفلسطينيين استشهدوا قبل عدة أسابيع إما خلال عمليات التوغل أو أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى مناطق جنوبي القطاع.
مضى اليوم الأول للهدنة كما كان مقررا له، سواء لجهة تبادل الأسرى أو دخول شاحنات الإغاثة والوقود، لكن المشهد الذي تكشف كان مروعا بسبب حجم الدمار الهائل الذي خلفه القصف وعمليات التوغل البري الإسرائيلي في مناطق مدينة غزة والشمال، حيث الدمار طال أحياء سكنية كاملة تضم عشرات آلاف الوحدات السكنية.
هذا الدمار الذي تكشف بأكثر الصور مأساوية لا بد للعالم أن يقف عنده مليا، ولا بد أن يشكل صدمة لصاحب كل ضمير حي، والصور التي خرجت في اليوم الأول للهدنة توضح، بما لا يدع مجالا للشك، حجم الجريمة المرتكبة هناك.