يقوم الرئيس الأميركي بايدن بجولة هي الأولى له إلى المشرق العربي ومنطقة الخليج على وجه الخصوص بعد الهزات الكبيرة التي عرفتها المنطقة والمحيط المجاور لها. قد لا نختلف مع أحد حين نقول إنّ هدف الزيارة يصبّ كالمعتاد في صالح الاقتصاد الأميركي الذي يعاني من ارتفاع نسبة التضخم ومن آثار جائحة كورونا ومصاريف الحرب الروسية الأوكرانية. لم يخف الرئيس بايدن ذلك حين ذكر في مقاله الأخير أنّ المصالح الأميركية تقع على رأس أولويات هذه الزيارة لكنّ إذا كان هذا الهدف ثابتا فإنّ السياق الدولي قد تغير كثيرا وهو ما سيفرض على الإدارة الأميركية بعض التغيير في سياستها في المنطقة. أما السياق العربي فلم يتطور كثيرا ولم ينجح رغم بعض الانفراج في تحقيق قدرة المنطقة وأنظمتها على فرض شروط أعلى في التفاوض وفي فرض وجهات النظر وهو ما يجعلها الطرف الأضعف في هذه الزيارة.أما زيارة دولة الاحتلال والتلويح بمحاصرة إيران فهما أهم العناصر التي ستكون على طاولة المفاوضات إلى جانب عقود التسليح والإعمار وحصص النفط والغاز. ليس من الحكمة كذلك سرد الشعارات العقيمة فالولايات المتحدّة قوة عظمى ومن الطبيعي بل من الضروري على قادتها فرض أجنداتهم والبحث عن مصالحهم لكن المشكل كامن في الجانب العربي الذي لم ينجح طوال اكثر من نصف قرن في تكوين جبهة تضمن قدرا أدنى من السيادة. لا تتحرك المصالح الأميركية إلا على إيقاع الخلافات والتناقضات العربية وهو الشرط الذي يمكنها دائما من الاستحواذ على ثروات المنطقة ورعاية مصالح الكيان المحتلّ رغم كل الامكانات المادية والبشرية والجغرافية التي تتمتع بها. لن تختلف زيارة بايدن عن زيارات ترامب ومن سبقه من رؤساء أميركا وقد تكون أقلّ صلفا لكنها ستكون حتما في غير صالح المنطقة وشعوبها من اليمن إلى العراق مرورا بسوريا وفلسطين. ستتغير المعادلة يوم ننجح ولو في الحدّ الأدنى في تحقيق أبسط أشكال التوافق السياسي الرسمي بعيدا عن أنساق التآمر والكيد حينها وحينها فقط يمكن أن يكون للعرب كلمة على طاولة المفاوضات[email protected] -
جولة أميركية جديدة
- 14/07/2022
- /
- آراء و قضايا
+ A
A -