كان شرط إسرائيل عند التوقيع على اتفاقيات أوسلو، ألا يمس الجواسيس والعملاء الذين عملوا في خدمتها بسوء، بل اشترطوا إعادة دمجهم وتعيينهم في أجهزة الأمن والمخابرات والإدارة المدنية مع تدريب القتلة تحت إشراف دايتون وتعيين خريجي الجامعة الإسلامية في تل أبيب وعاظا وباحثين وفي مواقع التأثير على الرأي العام.. وقد أدى ذلك إلى تفسخ أسري حيث تجد عميلا سابقا أصبح مسؤولا كبيرا في أجهزة دايتون يمارس أشد إجراءات التعذيب مع ابن عائلته بل حتى نسائها، ضاربا عرض الحائط بالمبادئ والعادات والأعراف والتقاليد وصلت إلى حد مطالبة أشراف هذه العائلة بإعلان البراءة من هذا الجاسوس العميل المسؤول.. مما أوجد صراعا ذاتيا بين أبناء الأسرة الواحدة.. هؤلاء العملاء يتم بثهم في العالم العربي والإسلامي ولكن بأسلوب أخطر وهو بث وعاظ وخطباء مساجد من خريجي الجامعة الإسلامية في تل أبيب. ويعتمد الموساد على خطة ممنهجة وبالغة الدقة لتحقيق أهدافه، وذلك عبر آلية ممنهجة تنطلق من الجامعة الإسلامية حيث يشرف على عملية التدريب علماء نفس واجتماع وسياسة، وعلماء اتصال وتواصل. وتشترط على «الداعية» المنتسب أن يكون على استعداد للتواصل والتعامل مع المسلمين وتتم قولبة «الداعية» بما يتوافق مع الشروط الإسلامية من حيث المظهر، اللغة، طريقة الحديث، الاسم حيث يتم اختيار التسمية على أن تكون مبهمة كأن يقال له: أبومصعب الشيشاني أو أبوجنيد الشمالي... وتستغرق عملية الإعداد مدة طويلة، حتى يتخرّج «الداعية» ملمًّا بالعقائد الإسلامية والمسائل الفقهية واللغة العربية، حتى يكون بمقدوره توظيفها بما تدعي الحاجة، كإعلان فتاوى «الجهاد».وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها إسرائيل في هذا المجال، ونواياها الخبيثة، إلا أنها فشلت في ضرب الوحدة الإسلامية والتفريق بين المذاهب، حتى تشويه الحقائق التاريخية التي تأسست الجامعة لأجلها، وهي من ضمن سلسلة الفشل التي تضرب الكيان بعد فشله العسكري والاستخباراتي الذي مني به في معركته الأخيرة مع غزة.