+ A
A -

كشفت الهدنة القائمة في قطاع غزة، عن فاجعة إنسانية مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال خلال عدوانها، الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي التدخل بكل الوسائل المتاحة في سبيل تحويل الوقف المؤقت لإطلاق النار، إلى وقف دائم، لمعالجة الآثار المدمرة لهذا العدوان، ومن ذلك معالجة الجرحى، وإيجاد مأوى للنازحين، وبطبيعة الحال دفن الشهداء الذين مازالت جثامينهم تحت الأنقاض.

أكثر من نصف مباني القطاع إما مهدمة بالكامل، أو أنها غير صالحة للسكن، بسبب تصدعها بصورة خطيرة، وعندما يكرر الإسرائيليون في كل مناسبة أنهم بصدد استئناف العدوان بعد انتهاء الهدنة الحالية، أو أي هدن أخرى يتم تمديدها، فإن ما نسمعه يشكل إهانة للمجتمع الدولي بأسره عبر هذا الاستهتار الفج بالحياة البشرية.

يحتاج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى وقف دائم لإطلاق النار من أجل «لملمة» جراحاتهم، وهي لا تحصى، كما يحتاجون إلى مساعدات فورية من الغذاء والدواء والمأوى، بالإضافة إلى تأهيل المستشفيات التي دمرها الاحتلال، لمعالجة الجرحى وهم بعشرات الآلاف، وتأهيل المدارس أيضا لتمكين الطلاب من استئناف دراستهم، وأي تقاعس معناه الحكم على مئات آلاف البشر بالموت.

لقد أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، وجود فرصة حقيقية لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة، لاسيما بعد عملية الإفراج عن مجموعة أولى من الرهائن، كما أكد أن «وقف القتال فرصة حاسمة لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة»، وطالما أن الأمر على هذا النحو فإن المطلوب وقف شامل ودائم لإطلاق النار تتبعه على الفور محادثات حقيقية هدفها بناء سلام عادل وشامل ومستدام.

copy short url   نسخ
26/11/2023
100